يحن السعوديون دوماً للاستماع إلى أغان وأناشيد وطنية لا تزال في محيا ذكراهم والتي استعموا واستمتعوا بكلماتها الجزلة ومعانيها الصادقة التي تلامس وجدانهم مسجلة ذكريات جميلة في حياتهم .. وطني الحبيب.. بلادي منار الهدى.. فوق هام السحب.. حنا جنود الله.. وعشرات الأغاني التي لا يمكن لأي من ينتمي وعاش في المملكة دون أن يشتاق لسماعها.. هذه الأغاني تزخر بها مكتبة وأرشيف التلفزيون السعودي منذ انطلاقته في الستينيات الميلادية.. ولم تحظ بعملية تجديد فني لها على مستوى المونتاج والإخراج الحديث حتى تواكب المرحلة التنموية المتسارعة التي تعيشها المملكة لتبث مجدداً في وسائل الإعلام السعودية .. ومن المخجل أن يشاهد السعوديون هذه الأغاني على قنوات فضائية تجارية وغير رسمية وبتصوير قديم لا يحكي ما وصلت إليه بلادهم من تطور مستمر. السعوديون يفتقدون هذه الأيام مع قرب احتفالهم باليوم الوطني هذه الأغاني الوطنية التي صدح بغنائها عمالقة الغناء السعودي كطلال مداح –رحمه الله- ومحمد عبده وغيرهم .. وما يميز تلك المرحلة من السبعينيات حتى التسعينيات الميلادية من القرن الماضي جمال كلماتها وألحانها العذبة والتي تدخل سامعها إلى أجواء تاريخية لا يمكن وصفها سراج عمر مسؤولية إعادة إنتاج وبث مثل هذه الأغاني التاريخية بشكل فني مميز وحديث تقع رسمياً على عاتق مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام فهو بمثابة كنز فني وتراثي لم يستغل بالشكل الأمثل ونخشى أن تكون تلك الأغاني في ذاكرة التاريخ ، وحتى لا نظلم جيل القرن الواحد والعشرين ممن لم يتمكنوا ويعيشوا تلك الفترة الذهبية بعدم معرفتهم لتلك الأغاني لتخرجهم من محيط أغاني منتخب كرة القدم التي يتراقصون بها بمدرجات الملاعب. ولا تخرجهم من محيط الكرة وأسوار الملعب ويتناسونها سريعاً مع حدوث خسارة مباراة أو انتهاء البطولة دون أن تدخل كلمات هذه الأغنية الكروية إلى وجدان قلوبهم لتزيدهم حباً وانتماء وإخلاصاً ودفاعاً عن وطنهم. طلال مداح «رحمه الله»