اعترف ضابط بريطاني برتبة عقيد أن حكومة بلاده وقادتها العسكريين لم يمتلكوا أية فكرة على الإطلاق ، حيال ما يتوجب عمله بعد غزو العراق عام 2003 بقيادة الولاياتالمتحدة. وأبلغ العقيد تيم كولنز القائد السابق للفوج الإيرلندي الملكي الذي شارك في غزو العراق عام 2003 المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء أنه "لم تكن لديه فكرة واضحة عن أسباب الحرب بينما كان يعد قواته لغزو العراق، ولا يعتقد أن أي شخص كانت لديه مثل هذه الفكرة". وقال العقيد كولنز "اعتقدت بعد غزو العراق أن هناك خطة وأن الحكومة البريطانية فكرّت بذلك ملياً، لكني كنت على خطأ وتبين لي وعلى نحو واضح بعد عبور الحدود إلى العراق أن الحكومة والكثير من القادة العسكريين لم تكن لديها أية فكرة حيال ما يتوجب فعله بعد مرحلة الغزو". وأضاف "تُرك الأمر للوحدات العسكرية البريطانية لوضع خطط لإعادة النظام إلى العراق من دون أي تعليمات ومن أي نوع من القيادة، والسعي إلى ذلك من خلال إقامة صلات مع السكان المحليين الذين نصحوه في كيفية الحفاظ على المدارس والمحلات التجارية مفتوحة". وقال العقيد كولنز "لم يكن هناك أي إعداد، كما أن الحكومة البريطانية لم تكن لديها أية فكرة على الإطلاق حيال ما تفعله بعد غزو العراق، ونحن جئنا وأخذنا البنية التحتية والقانون والنظام لبلد دون أن نضع أي شيء على الإطلاق محلها"، محملاً التحالف مسؤولية عمليات السلب والنهب التي وقعت على نطاق واسع في العراق بعد وقت قصير من الغزو "لعدم توفير تلك المساعدة". وأضاف الضابط البريطاني أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الأميركي جورج بوش وقت غزو العراق "منحا صدام حسين عرضاً لم يتمكن من فهمه، ولم يكن يعرف، ربما، ما كان مطلوباً منه لتجنب الحرب". ودعا لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق إلى "النظر في الطريقة التي تسيطر فيها الحكومة على قواتها المسلحة وتتخذ مثل تلك القرارات، والنظر في أعلى الرتب في الجيش والقوات المسلحة للتخلص من عدم الكفاءة وسلوك الإذعان، لتقديم المشورة السليمة للحكومة وليس إبلاغها بما تريد سماعه".