حذر وزير الخارجية الألماني ، جيدو فيسترفيله ، مجددا من التشكيك في مسؤولية بلاده عن اندلاع الحرب العالمية الثانية. وكتب فيسترفيله في صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد "من غير المسموح لنا أن نثير جدلا في هذا الشأن يخفف من المسؤولية الكبيرة لألمانيا عن اندلاع الحرب العالمية الثانية". ويأتي مقال فيسترفيله متوافقا مع مرور الذكرى العشرين لتوقيع اتفاق " اثنان+أربعة" في العاصمة السوفيتية "آنذاك" موسكو بين جمهورية ألمانيا الاتحادية "الغربية سابقا" وألمانياالشرقية السابقة والاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، وهي الاتفاقية التي مهدت الطريق أمام وحدة شطري ألمانيا في تشرين أول/أكتوبر من عام 1990. وأضاف فيسترفيله "من يداوم على فعل ذلك يضر بصورة ألمانيا في الخارج بصورة بالغة". كانت اريكا شتاينباخ ، رئيسة رابطة المطرودين الألمان "الذين طردوا من مناطق شتى في أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 ، أشارت في تصريحات سابقة إلى أن بولندا أعلنت التعبئة العسكرية في آذار/مارس 1939 أي قبل اندلاع الحرب مطلع ايلول/سبتمبر من العام نفسه. وتعرضت شتاينباخ ، عضو قيادة حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي ، لانتقادات حادة للتفسيرات التي قد يتم استنتاجها من تصريحاتها بأن بولندا استفزت ألمانيا بإعلانها التعبئة الأمر الذي دفع الأخيرة لشن هجوم عليها. وأعلنت شتاينباخ بعد موجة الانتقادات التي تعرضت لها اعتزامها عدم ترشيح نفسها مرة أخرى في انتخابات قيادة الحزب المسيحي المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وفي تطور لاحق طالب المجلس المركزي الأعلى لليهود في ألمانيا من الحزب المسيحي بإعلان موقف واضح لا لبس فيه من تصريحات شتاينباخ. وفي حديثه مع صحيفة "راينبفالتس آم زونتاج" الألمانية الصادرة الاحد أعرب شتيفان كرامر ، الأمين العام للمجلس ، عن تشككه في إمكانية استمرار رئيسة رابطة المطرودين في عضوية حزب ديمقراطي ينشد التسوية بين بلاده و جارتهم الشرقية. وطالب كرامر الحكومة الألمانية بأن تضمن مستقبلا ألا تؤثر اجراءات مؤسسة المطرودين الألمان سلبا علي المصالحة. واتهم كرامر رئيسة رابطة المطرودين الألمان بتغيير التاريخ عن قصد واستغلال الرابطة لأغراضها. وقال كرامر إن تصريحات شتاينباخ أظهرت أن قرار المجلس المركزي الأعلى لليهود بتجميد عضويته في رابطة المطرودين الألمان كان صحيحا كما لم يستبعد الخروج منها. وكان فيسترفيله قال الجمعة تعليقا على تصريحات شتاينباخ "حين يدور الحديث عن مسؤولية ألمانيا في اندلاع الحرب العالمية الثانية فليس من حق أحد ممن يتولون المسؤولية أن يمارس الغموض السياسي". وفي رد فعلها ، رفضت شتاينباخ الاتهامات الموجهة لها ولعدد من الأعضاء القياديين في رابطتها بتزوير التاريخ. وفي أعقاب إعلان المجلس المركزي الأعلي لليهود في ألمانيا تجميد عضويته في الرابطة قالت شتيانباخ /67 عاما/ أمام الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي "للأسف لا أستطيع أن أغير رأيي بأن بولندا أعلنت التعبئة في آذار/مارس 1939". جاءت هذه التصريحات لشتاينباخ في معرض كلمتها التي ألقتها بمناسبة "يوم الوطن " لإحياء ذكرى توقيع ميثاق شتوتغارت الخاص "بحقوق وواجبات" المطرودين الألمان العائدين للوطن ، وتم توقيع الميثاق في عام 1950 بمدينة شتوتجارت. ووصفت شتيانباخ الهجوم عليها وعلى القياديين في رابطتها بانها"حركة مركزة" لتحويل رابطتها إلى "مجموعة من مزوري التاريخ".