الكاتب: العيد فرحة وتواصل جميل وتهان ولقاء أحبة وفرصة للقبض على لحظات الفرح الهاربة من سجن الحياة الموحش ، الى فضاء الدنيا السعيدة. القارئ : ومن قال غيرذلك ؟! يا أخي اختصر وقل معجم تزدحم صفحاته بكلمات ومصطلحات السرور وإن جهلنا بأغلبها هو كمعرفتنا بساهر في المرور . الكاتب : كان للعيد في سابق العصر والزمان عندما كنا أطفالا نكهة مفعمة بالفرح ، لا نلمس لها وجودا هذه الايام ، وغابت البراءة وفرحتها عن ملامح الاطفال ونفوسهم ، فدعونا نحاول إعادة فرحة العيد للاطفال لنسعد برؤية براءتهم التي افتقدناها . القارئ :المشكلة في آباء هذه الايام الذين اصبحوا خطرا على براءة الاطفال وفرحتهم ، ان آباء هذه الايام هم السبب الرئيسي لتجلط الفرح وشل حركة السرور ، وكأن أبناءهم التعساء هم المسؤولون عن خسارتهم في سوق الاسهم وتأخر ترقيتهم في العمل ، ومراسلون دائمون لتغطية اخبارهم واحلامهم وتتبع حركاتهم الإلكترونية في شات لصالح او لخدمة العزيزة الزوجة في العالم الواقعي وليس الافتراضي . الكاتب :من مناظر العيد الجميلة مشاهدة الام وهي بصحبة بناتها وهن يقصدن مسجد العيد ، وكأني في هذه اللحظة الروحانية ، أستمع لدعاء ضمير الام المهمومة بحياة بناتها ، والتي يسبقها خشوعها لمكان سجودها ، وهي تنادي ربها بأن يرزق بناتها أزواجا صالحين ومطيعين ، وتلح بالدعاء على الله ان لا تتأخر الاستجابة ، لتزيح عن صدرها حملا ثقيلا . القارئ : ماشاء الله عليك على قوة إحساسك ، الذي يأتي لك بما في الصدور ، او بمعنى أوضح ما في صدور النساء ، ياسيدي ان كان هناك دعوة للامهات لبناتهن هذه الايام فهي ان ترقّ بعض القلوب الموكل لاصحابها قرار توظيف النساء لسن قوانين لعمل المرأة وتطبيقها ، ان وظيفة البنت اليوم هي سترها، وهي التي تأتي بالزوج إن لم يسبقه والده لها ، وأما أمه فهي جالسة مع ام الموظفة تحاول اقناعها بالموافقة على ابنها لتضيع الفرصة على زوجها المخادع في عمره ووفائه . الكاتب : لقد استحوذت تقنية الاتصال على مجمل حياتنا ، بل أصبحت هي حياتنا وتوقفها يعني توقف الحياة او إصابتها بإعاقة دائمة ، لاتنفع معها نصائح الاطباء او قراءة المقرئين او علاج اصحاب الدواء الاسود الممنوع من الصيدليات والمتوفر فيها ، فهذه التقنية الجميلة جعلت تواصلنا ومشاركتنا لبعضنا في جميع المناسبات أمرا ميسرا ، فما عليك اذا اردت التهنئة او المعايدة الا إرسال رسالة لمن هم موجودون في ذاكرة جوالك ، والاكيد ان اغلبهم ليس موجودا في ذاكرتك ، ليتحقق ذلك التواصل السريع والرائع ،أليس ان مع الاتصالات السعودية "الحياة أسهل"؟ القارئ : مصيبتنا من هذه التقنية التي افقدتنا مشاعرنا الانسانية وجعلت منا اشياء نستخدم اشياء وحضورنا وغيابنا يعتمد على سلامة مكالماتنا من التعثر ، نعم نستطيع ان نتواصل مع جميع من هم موجودون في ذاكرة الجوال ، ولكن هل راجعنا ذاكرتنا الانسانية قبل الإرسال لنعلم الاحياء من الاموات ام أن الاسماء التي في القائمة دائما هم أحياء وفي الحياة متقابلون ، ولك ان تتخيل إن احتفظ اهل الميت برقم جواله فأي فرحة ممكن أن تأتي من هذه الرسالة . وكل عام وأنتم بخير وبذاكرتنا الانسانية تتقلبون ، وأحياء بيننا وبالعيد تفرحون