«سيدي الأهلي.. إلى متى صبري» عبارة حملها مشجع أهلاوي في نجران وقابل بها لاعبي فريقه قبل مواجهة الفريق مع نجران ضمن الجولة الرابعة من دوري «زين»، وكأنه يعلم عن خسارة الفريق لنزاله مع نجران وهي المباراة التي أمل فيها الأهلاويون بعودة فريقهم بعد تولي التونسي خالد بدر تدريب الفريق مؤقتاً، لكن هذه العبارة لم تحرك ساكناً في نفوس لاعبي الأهلي الذين شاهدوا هذه اللافتة الكبيرة على بعد بضعة أمتار عنهم. كان منتظراً أن تقدم إدارة الأهلي على إلغاء عقد مدرب الفريق يوهان سوليد وأن يلحقه مدير الكرة غرم العمري بمضي 3 جولات فقط الدوري، بعد أن مني الفريق بخسارتين مقابل فوز وحيد، ورغم أن الفريق الأهلاوي استعد جيداً هذا الموسم وانتدب عناصر جديدة ومدربا يحمل سيرة جيدة، بجهود من الإدارة الجديدة بقيادة الأمير فهد بن خالد الذي كان متحمساً لإعادة الفريق لجادة البطولات، إلا أن كل ذلك لم يكن كافياً لحل معضلة الفريق الأزلية. من الواضح جداً أن مشكلة الأهلي ليست في مدرب وإستراتيجية فنية، وليست إدارية أو حتى تكمن بحظ الفريق العاثر، فالفريق يعاني من خلل عناصري واضح وهو خلل بعيد عن النواحي الفنية. في ظل هذه الظروف والأجواء المهيأة للكسب والمنافسة، لا يمكن أن يُلقي المحب الأهلاوي باللائمة على أحد غير لاعبي الفريق الذين ساهموا بطريقة مباشرة في تردي أوضاع (القلعة)، ومن يشاهد مباريات الفريق يجد أن لاعبي الأهلي يلعبون بشكل يوحي بفوضى فنية تسيطر على الفريق، وهذه الفوضى لم تأتِ مع مدرب معين أو ترحل مع آخر. منذ فترة طويلة ولاعبو الأهلي يسيرون على نفس النهج، لا أحد يعلم عن سر هذا الانفلات الذي عليه اللاعبون في الأهلي، وقد يكون ذلك عائداً لثقافة تبناها لاعبون سابقون في الأهلي وسار عليها آخرون حتى وصلت لهذا الجيل..! من يشاهد الجماهير الأهلاوية وهي تتابع مباريات فريقها وتجر خيبتها معها بعد كل مباراة يجد نفسه مائلا للأهلي، ومتعاطفا معه، ليس لسبب سوى أن ما يحدث في الأهلي محزن ومخيف جداً، وضرره وخيم على الكرة السعودية وليس على الفريق (الأخضر) وحسب. طرق الأهلاويون بقيادة رمزهم الأمير خالد بن عبدالله كل أبواب البطولات، وسلكوا كل طرق التغيير، ونهجوا مناهج التطوير، لكن البطولات لم تحضر، والتغيير كان للأسوأ، والتطوير لم يجدِ نفعا..! ولن يكون أمام الأهلاويين غير التضحية ببعض العناصر على طريقة الصربي نيبوشا الذي أهمل بعض الأسماء وأعاد للفريق شيئاً من هيبته، وقد لا يكون التخلص من بعض العناصر التي تشربت روح الهزيمة كافياً، بل إن منح المدرب الجديد الصربي رافيتش سيكون أهم القرارات الأهلاوية هذا الموسم، وعندها سيجد رافيتش الطريق ممهداً لبناء الأهلي من جديد على طريقة «آخر العلاج الكي»، وقد يكون منقذاً للجماهير الأهلاوية التي تجرعت الحسرات طيلة سنوات مضت، دون حلول واضحة. مدير الكرة القديم الجديد طارق كيال سيكون هو الآخر تحت ضغط كبير في مهمته، فهو أتى في مرحلة عصيبة جداً تتطلب حزماً في مواجهة اللاعبين بأخطائهم، ولعل التصريح الذي نقلته «دنيا الرياضة» لكيال قبل أكثر من أسبوع يكشف عن معرفة كيال ببعض ما يعانيه الأهلي بسبب لاعبيه في الدرجة الأولى، وحين أشدد على أن ما يحدث في الأهلي هو بسبب لاعبيه، فإن ذلك استنتاج للأحداث المتسارعة في البيت الأهلاوي، وبعد أن استنفد الأهلاويون أدوات التغيير كافة ما عدا اللاعبين.