دان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة امس اعتزام جماعة متطرفة في أميركا إحراق نسخ من المصاحف الشريفة في ذكرى يوم 11 سبتمبر 2010م مؤكدا أن هذا التصرف يدل على تعصب وعلى جهل بالإسلام وأخلاقه وتعاليمه وقيمه ودعوة للحض على الكراهية، وعلى ازدراء الأديان وعلى إقصاء الآخرين. واعتبر المجمع - في بيان صدر بهذا الشأن - أن هذا العمل محاولة للإساءة للمسلمين في أعز مقدساتهم، وجرح لمشاعر نحو ملياري مسلم في أنحاء العالم ، وبداية حملة لبث روح العنصرية والتفرقة والتمييز بين الأمريكيين من مسلمين وغير مسلمين ، وهي بذلك تصادم الأنظمة المعمول بها في العالم ، وتخالف عهود ومواثيق وقرارات الأممالمتحدة التي تحرم التمييز ، وتدين احتقار الأديان والمقدسات. ووصف المجمع - في بيانه - هذا العمل المنكر الشنيع بأنه يدل على تعصب مقيت ممن سيقوم به ، ولا يضر كتاب الله شيئاً ؛ لأنه كتاب عزيز بإعزاز الله إياه وحفظه له من كل تغيير أو تبديل ، لا يأتيه الباطل من أي ناحية من نواحيه ولا يبطله شيء ، فهو محفوظ من أن ينقص منه ، أو يزاد فيه. وحذر البيان مما ستجره هذه الحماقة والحقد من آثار مدمرة في أنحاء متفرقة من العالم ، وطالب بإصدار بيان يطالب عقلاء النصارى وأصحاب القرار ، وجمعيات المجتمع المدني في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تسعى في منع ما سيقدم عليه ذلك القس المتعصب ثيري جونز ، احتراماً للكتب المقدسة ، وصوناً لمشاعر المسلمين ، وعدم بث روح الكراهية والفرقة في المجتمع الإنساني ، ودرءاً للآثار الخطيرة التي ستترتب على مثل هذا العمل. وفيما يلي نص بيان المجمع : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد: فإنَّ القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع وآداب وأخلاق ومحبة وسلام (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )) المائدة وهو وحي إلهي، لا يرتاب المسلمون في شأنه. وقد ضمن الله بقاءه واستمراره وتأثيره في نفوس مستمعيه وقارئيه،وتكفَّل بحفظه وهيَّأ له مَنْ يخدمه ويصونه.قال تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) الحجر. وقد حاول المغرضون ممن يسعَوْن إلى بث روح الفرقة والكراهية أن يجدوا فيه مطعناً ومغمزاً، من وقت تنزُّله إلى يومنا هذا، وجَهِدوا في صرف الناس عنه بطرق شتى ووسائل مختلفة، فباءت محاولاتهم بالخسران، وفشلوا فشلاً ذريعاً؛ لمصادمتهم هذا الوحي الرباني، وتغلغلِ القرآن الفطري في حياة المسلمين، وقداسته في نفوسهم. وقد شرع الله دفع الظلم عن جميع أهل الأديان المنزلة ورد الباطل بالأساليب المأذون بها فقال في كتابه العزيز (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )) الحج. وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة نبأ القس ثيري جونز الذي يعمل مشرفاً على كنيسة محلية في ولاية فلوريدا دعوته إلى حرق نسخ من المصاحف الشريفة في يوم 11 سبتمبر 2010م؛ مما يدلُّ على تعصب وعلى جهل بالإسلام وأخلاقه وتعاليمه وقيمه، وهي دعوة للحض على الكراهية، وعلى ازدراء الأديان، وعلى إقصاء الآخرين، وهي محاولة للإساءة للمسلمين في أعز مقدساتهم، وجرح لمشاعر نحو ملياري مسلم في أنحاء العالم، وبداية حملة لبث روح العنصرية والتفرقة والتمييز بين الأمريكيين من مسلمين وغير مسلمين، وهي بذلك تصادم الأنظمة المعمول بها في العالم، وتخالف عهود ومواثيق وقرارات الأممالمتحدة التي تحرم التمييز، وتدين احتقار الأديان والمقدسات. ولا شك أن مسألة حرق الكتب - ومنها الكتب المقدسة- عملية تعود في الذاكرة الإنسانية إلى الأجواء الثقافية التي سادت في القرون الوسطى حين كان الفكر والكتابة المخالِفةُ تُعَدُّ جريمة يستحق مرتكبها الحرق وكذلك الكتاب، بينما حفظ القرآن الكريم الحريات الشخصية والعامة، فقال(( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون )) الحجر ، وقال (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )) النحل. وقد أبدى عقلاء النصارى استياءهم مما أعلن حول هذا الحدث، ووصفوه بأنه "تصرف أحمق يُرتكب باسم المسيحية"، مثلما كانت تلك "الهجمات الإرهابية في سبتمبر عملاً من أعمال العنف ارتُكب باسم الإسلام". !!Article.footers.caption!!