وتمضي الأيام، ويأتي رمضان، وكيف سيكون رمضان بدونك يا أمي؟ فرمضان بالنسبة لنا وطوال سنين عمرنا يعني أنت، فرمضان أنت جزء من روحانيته وجزء من معانيه وبك كل أخلاقه وتربيته، في كل عام ومع دخول الشهر أنت أول من أهنئه وأبارك له بالشهر واليوم يا أمي لمن سأبارك ؟ اليوم يا أمي لم أبارك بل بكيت وبكيت من بداية شعبان وأنا أبكي ويخيم عليّ حزن ولوعة وشوق إليك..في كل عام تأتيني رسالة في جوالي فحواها أن هناك من في القبور من كانوا معنا العام الماضي ولم يكتب لهم رمضان هذا اللهم ارحمهم .في كل عام تأتيني هذه الرسالة مثلها مثل أي رسالة. لكن هذا العام أبكتني وكأنها تعنيني بل هي تعنيني آه يا أمي كيف سيكون رمضان ولياليه ونهاره وإفطاره بدونك؟ كل شيء في رمضان يذكرنا بك، من سيذكرنا بالصلاة وفعل الخير غيرك؟ من سيشعرنا براحة القلب سواك؟ حتى إذاعة القرآن الكريم تذكرنا بك؛ كان صوتها يصدح بمذياعك ولا يفارقك وأصبحت بالنسبة لك جزءاً منك ومن ارتباطنا بك..لن أنسى دموعك التي تتساقط شوقا ولهفة وحباً في الطاعة كلما رأيتِ في التلفزيون صلاة التراويح من الحرم المكي وترديدك "أسأل الله من فضله شوقا إلى ذلك المكان الطاهر وحبا فيه.. أمي منذ دخول شعبان وفي قلوبنا لوعة وحنين وشوق لا تتحمله قلوبنا.. والآن يزيدنا شوقاً رمضان. مكالماتك لنا كل صباح، وصاياك لنا بأن نحرص على عدم التفريط بلياليه وأيامه، أمي رمضان هذا العام يفقدك مثل ما تفقدك قلوبنا. لم نشعر بذلك الشعور الذي كنا نشعره بوجودك.. أتى رمضان ونحن لازلنا نحمل الحزن والكمد وأراه يتجدد مع رمضان، يعلم الله ياأمي أني أشتاق لك وأحن إليك ولازلت. إلى الآن أبكيك في كل وقت وكل مناسبة وكل حدث والآن أبكيك أكثر في رمضان...آه يا لوعة فقدك تنهش في قلبي وتفتت حنايا روحي وتقلق مضجعي..فوالله كم من ليلة وليلة لم أستطع النوم فيها لحرة الفقد ونار الشوق والحنين الذي بات يلازمني ويتعبني ويرهق قلبي.. أمي اشتقنا لك ولخدمتك ولتقبيل جبينك ولسماع صوتك ودعواتك لنا ولأبنائنا وبناتنا.. أمي من سيفرح أبناءنا بدخول هذا الشهر ويقدم لهم هداياه ؟من سنجتمع عنده ويحتوينا؟ من سيدفئنا صوته وتطمئن بسماعه قلوبنا؟ من سنسابق الوقت لأجله لنحظى بساعات لكي نراه ونجلس معه. أمي الحبيبة لن ننساك ماحيينا وسندعو الله ألا يحرمك أجر رمضان ويغفر لك ويرحمك ويعافيك ويعفو عنك وأن يجزيك عنا أعالي الجنان اللهم صبرنا واربط على قلوبنا ولا تحرمنا الأجر اللهم اجمعنا معها بالفردوس الأعلى اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. أتى رمضان وزاد القلب أحزانا ولوعة الوجد والشوق أعيانا أتى رمضان وأمي لا وجود لها فكيف حال قلبي ؟وحال رمضانا أتى رمضان وطوق الحزن يخنقني فزدني يارب صبرا وإيمانا وانزل رحمة على أمي وكرمها بعفو منك واسكنها الجنانا