معالي وزير العمل: الذي جرب البطالة وذاق مرارتها ولوعته آثارها ووسمت يده من ملفها الأخضر «العلاقي» عند تسوله وظيفياً على أبواب الأجهزة الحكومية أو المنشآت التجارية للبحث عن وظيفة تكون له مصدر رزق حلال سيملك بالتأكيد ثقافة خاصة عن البطالة يستفاد منها في التعامل معها كظاهرة أصبحت أزمة اجتماعية وقد تتحول إلى أزمة وطنية إن لم يتم التعاطي معها بدواء يناسب داءها. فالوظيفة في وقتنا الراهن تعتبر تاجاً على رأس شاغلها لا يعرف قيمتها إلا العاطل وبناء عليه ما المانع من إنشاء ادارة مستقلة في قرارها وهيكلها التنظيمي وآلية عملها ومهامها الوظيفية. ذات بيئة عمل لا تنتمي للقطاع الحكومي أو القطاع الأهلي بل هي محايدة ولها قوة بشرية من العاطلين يديرون أزمتهم بأنفسهم والحكومة فقط تكون جهة إشرافية توفر لهم الامكانات وتذلل عنهم الصعوبات. هذه الادارة تسمى «الادارة العامة لمعالجة البطالة» تضم لها جميع الأقسام أو، الشعب أو الادارات.. التي لها علاقة بهمها وهمومها كتلك المسماة «بالسعودة»، يتفرع عن هذه الادارة العامة معاهد تدريبية وتأهيلية متخصصة بالأعمال أو الوظائف التي تعد خصيصاً للعاطلين مثال: ينشأ معهد يسمى معهد المناقصات وآخر يسمى تشغيل الأسواق.. الخ فمعهد المناقصات على سبيل المثال لا الحصر يسلم له مناقصات حكومية حديثة الطرح يؤهل لها شباب أو شابات تتناسب مؤهلاتهم مع متطلبات المناقصة فلو افترضنا أن هناك خريجين يحملون مؤهلات السباكة والكهرباء والحدادة والتجارة.. والمناقصة «صيانة منشأة حكومية» يتم إلحاق هؤلاء الخريجين في المعهد المشار إليه لغرض التأهيل والتدريب على تلك المناقصة وبعد انتهائهم مما التحقوا من أجله بالمعهد تسلم لهم المناقصة بموجب نظام مالي واداري وميداني مصمم خصيصاً لهم ليشتغل هؤلاء كفريق عمل وطني واحد حل محل المؤسسات الفردية أو العائلية أو الخاصة التي احتكرت مناقصات الحكومة لسنوات طوال مما جعل مواطناً واحداً يجني مليارات الريالات من هذه التجارة مضمونة الربح. فمن خلال معادلة افتراضية يتضح كم عاطل سيعمل بل كم سيكسب مادياً بعد (تأميم المناقصات الحكومية شعبياً). مناقصة قيمتها10ملايين عقدها سنة مالية واحدة عندما يتم خصم 5 ملايين كتكاليف يبقى 5 ملايين كأرباح لو قسمت على 100 موظف أو عامل سعودي لأصبح نصيب الواحد منهم في السنة 50 ألف ريال وفي الشهر أربعة آلاف ريال، فكيف لو كانت قيمة المناقصة أكثر وهذا هو المتعارف عليه. أيضاً خريجات الحاسب الآلي لو وجد مناقصة في قطع نسائي تخص الحاسب ماذا سيكون مردود المناقصة عليهن وكذا ممكن طرح تجارة الخضروات والفواكه في الأسواق كمناقصة وتسليمها لهؤلاء الراغبين في العمل بهذا المجال. في الختام: كيف نخلق وظيفة لسعودي عاطل وروحها بيد إما تاجر جشع أو مسؤول حكومي يمارس التجارة أو وافد متستر عليه أو نظام لم يطبق بشكله الصحيح. ولكي تنجح السعودة وهي أحد حلول البطالة علينا أولاً أن نسعود السعودة نفسها فعقود الصيانة والتشغيل في المناقصات الحكومية لو تم انتزاعها من بين فكي محتكريها كالمؤسسات الفردية والشركات العائلية و.. وسلمت لمؤسسات مجتمعية يملكها فريق عمل من الشباب أو الشابات السعوديين ليتقاسموا أرباحها فيما بينهم لم ولن يكون بيننا باطل أو عاطل. والله من وراء القصد. *المديرية العامة للجوازات