وصف القاضي بديوان المظالم في جدة محمد سعد الناصري رحيل الوزير الشاعر غازي القصيبي بأنه خسارة للإسلام، الأمة، الوطن، الثقافة، الأدب، النزاهة، والأخلاق وذلك في الخطبة التي ألقاها في الأسبوع قبل الماضي في جامع الفتح في مكةالمكرمة حيث كانت خطبته بعنوان «غازي القصيبي شهيد» مستشهدا بالحديث الشريف (المبطون شهيد) وقد عدد القاضي الناصري مناقب القصيبي قائلا «القصيبي كان المبادر في أكثر من نصف قرن بإنشاء الجمعيات الخيرية والمصحات النفسية والمراكز الإسلامية وغيرها من أعمال الخير» وأضاف «كان ينفق راتبه بأكمله على الفقراء والمساكين، وقضى أيام وسنوات عمره الأخيرة بين المصحف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم» وزاد «غفر الله لك أيها الوزير، وأسبغ الله على قبرك شآبيب الرضا والنور، لقد اختاره ربه إلى جواره في شهر فاضل، وعلى هيئة فاضلة» هذا ما جاء في الخبر الذي نشرته إحدى الصحف المحلية . تحية تقدير وإكبار لخطيب مختلف ، ما أجمل العقل عندما يكون راجحا ورشيدا يصبح زينة لصاحبه ونورا لمن حوله ، العقل المستنير قائد لكل جديد وقادر على الاختلاف والتغيير بحكمة واتزان ، جاءت هذه الخطبة كاسرة لتقليدية الخطب المعتادة ليس ذلك فقط بل شجاعة ومجاهرة بالحق وإعلانه ، لا أظن أن القاضي الناصري يغيب عنه غضب البعض من هذا الكلام الذين ألصقوا بالقصيبي – يرحمه الله – كل ذنب وخطيئة ونعلم انه افتراء وتدليس ولا نزكي على الله أحدا ، غضبوا من وسائل الإعلام التي سلطت الضوء على مشوار القصيبي الحافل بالعطاء المختلف والمتنوع أنكروا ذلك على وسائل الإعلام فما بالك عندما ينطلق هذا الكلام من منبر احد المساجد ؟ ومع معرفة الناصري بهذا الموقف الجائر إلا أن عقله وعلمه كانا دليله على وإلى خطبته ، ومهما كان الضجيج عالياً وصاخباً يبقى ضجيجا غير واضح ومشوش بعكس الهدوء الذي ينبثق من الحق يكون واضحا ومركزا . خطبة الجمعة محاضرة لعامة الناس وخاصتهم ، وكي تحقق أهدافها لابد أن تكون قريبة لحياة الناس اليومية / واقعهم / تعاملاتهم /سلوكياتهم / طموحهم / دينهم / وطنهم / أعمالهم . مشوار القصيبي يستحق أن يتحدث عنه من منابر المساجد كيف لا وهو من خدم الوطن وله أياد بيضاء في كل مكان ، لابد أن يعرف الجمهور أن صاحب الفضل يعطى حقه من كل جهة بما فيها منبر المسجد ، من صور الشكر لله أن تشكر عباده على ما قدموه لك وغازي قدم الكثير ويستحق أن يقال له شكراً جزيلا وافراً ، هذه الخطبة سؤال لله أن يهبنا آلاف بل وملايين من أمثال القصيبي ، ودعوة للأحياء كباراً وصغاراً أن يتخذوا من الراحل قدوة لهم . خطبة مختلفة بكل المقاييس تعجز كلماتي عن وصفها وانعكاسها على الجمهور والاهم انه خطيب مختلف ، هذا النوع من الخطباء قادر على اختصار مسافات كثيرة من خطوت وخطط التطور والتنمية التي ننشدها .