رأى عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تفاعلات اليوم الأول لجولة مفاوضات واشنطن قد أوضحت جلياً وبما لا يدع مجالاً للشك أن عقلية الاحتلال الإسرائيلي لم يطرأ عليها أي تغيير جوهري في نظرتها لاستحقاقات السلام، ولعل أبلغ دليل على ذلك أن رئيس الحكومة الإسرائيلية قد امتنع مجدداً عن الالتزام بوقف الاستيطان بل أضاف شرطاً تعجيزياً آخر بمطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية مما يعني الإلغاء المسبق لحق العودة للاجئين في مخالفة صريحة لقرارات الشرعية الدولية.وأضاف العطية أن المطالبات الإسرائيلية تنطوي على نبرة عنصرية، وتعكس غياباً للرغبة الجادة في إحلال السلام لدى الجانب الإسرائيلي. وقال الأمين العام إن مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية تضع واشنطن أمام اختبار حقيقي يتطلب ممارسة ضغوط حقيقية إذا ما أرادت إنجاح المفاوضات الحالية وحتى لا تعود المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي لتدور في حلقة مفرغة مثلما حدث في مؤتمر أنابوليس عام 2007م. وأشار العطية إلى أن الدور المطلوب من الوسيط الأمريكي هو الضغط المباشر على الطرف غير الملتزم بقرارات مجلس الأمن والاتفاقيات الثنائية التي سبق للطرفين التوصل إليها وأنه بدون ذلك لن يتم التوصل إلى النتائج المرجوة.ودعت واشنطن إلى الانحياز التام للقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادئ مؤتمر مدريد للسلام، وخارطة الطريق. ومبادرة السلام العربية، التي تشتمل إنهاء الحصار الجائر المفروض على غزة والقدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن كافة المعتقلين. وخلص العطية إلى التحذير من مغبة فشل جولة واشنطن لما سيترتب على ذلك من زيادة تفاقم الإحباط على الشعب الفلسطيني ومعاناته من جهة وعلى السلام والأمن واستقرار المنطقة من جهة أخرى.