علم الفلك: هو العلم الذي يدرس الأجرام السماوية والظواهر المرتبطة، ويختص بدراسة الأجرام في الفضاء كالنجوم والكواكب والنيازك والشهب. فعلم الفلك له فوائد كثيرة ومتعددة أهمها معرفة سعة علم الله تعالى وعظم قدرته الخالق الجليل، وذلك لمعرفة أحجام الكواكب وكسوف الشمس وخسوف القمر وعلم البروج الذي ينجم عنه معرفة الميل والاعتدال الذي على أساسه وضعت التقاويم والمفكرات اليومية للفصول والشهور والأيام ومعرفة الأهلة والصيام وأوقات الصلاة ومعرفة الشروق والغروب والزوال للشمس وشكل الأرض وخط الاستواء وخطوط الطول والعرض للأرض ومعرفة القطبين الشمالي والجنوبي واستواء الليل والنهار فيهما فسبحان الله الخالق العظيم، فالليل والنهار يتداخلان (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) (38 39) سورة يس.. أما النجوم فإنها ثابتة لا تتحرك من مكانها، فقد أثبتت الكتب العلمية أن عدد النجوم في السماء كعدد ذرات الرمال التي تغطي شواطئ البحار، ولم يكتشف العلم بكل ما يزخر به من دراسات وبحوث وتجارب إلا جزءاً يسيراً في عالم الفلك فسبحان الله رب كل شيء ومليكه ويحار فهم الإنسان مهما أتيح له من تقنية متطورة ووسائل تعليمية حديثة، إلا أن النفس تقف حائرة إجلالاً لعظمة الله في الكون وسائر المخلوقات التي تعيش فيه، فكثير من العلماء يغوص ويبحث في دراسات علمية بحتة، وذلك لمعرفة بعض العلوم مثل البحار والمخلوقات التي تعيش فيه ومعرفة كسوف الشمس وخسوف القمر ومعرفة تكوين الجنين في بطن أمه منذ بدايته إلى خروجه إلى الدنيا وغيرها كثير.. فيتوصل العلماء بعد كثير من الجهد والعناء والأبحاث وعمل الدراسات والتجارب أن وراء هذا الكون العظيم إله واحد لا شريك له قال تعالى: (صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون فعندما صعد أحد علماء الفضاء إلى القمر نظر من فتحة السفينة الفضائية فوجد أن الأرض التي نعيش عليها كرة معلقة في فضاء رهيب. وتساءل عن الذي أمسكها في هذا الفضاء؟ فعلم أنه هو الله جل في علاه وفي لقاء تم بين عالم مسلم متخصص في الرياضيات والذرة ثم آخر متخصص في علم الفلك، فدار الحديث بينهما عن علم الفلك الواسع وما اكتشفه من معجزات، فرد عليه العالم المسلم بمعرفة ذلك من قبل، وذلك بما جاء في كتاب الله العزيز، فاندهش عالم الفلك فقال: أناشدك بالله أن تسمعني هذه الآيات، فقرأ عليه قوله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك، إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) (27 - 28) سورة فاطر. ولما استمع عالم الفلك هذه الآيات قال: أعدها إلى سمعي، وذلك لعظم الآيات التي اهتزت لها مشاعره وفاقت مداركه، ومع كل ما تعلمه طوال هذه السنين وما استقاه ممن قد سبقوه من أكبر علماء الفلك على هذه البسيطة فقد توافق ما استمع إليه من جزء يسير من الآيات القرآنية. فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم أقر وأشهد بأن للكون إلهاً واحداً وأن محمداً رسول الله). وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد أنت الواحد كل الوجود على وجودك شاهدُ