من الكتب الجميلة التي تزودنا بمعلومات قيّمة عن مدن تهامة ومراسيها في الفترة (1179- 1351ه)، كتاب: موانئ تهامة ومراسيها، في نفس الفترة للباحثة سميرة بنت مبارك بن علي بلسود. وهو رسالة علمية محكمة. تناولت فيه الباحثة مدن: الليث والقنفذة وحلي والبرك والقحمة والشقيق وأخيرا جازان. وهي موانئ لايزال بعضها قائما ويخدم منطقة تهامة على البحر الأحمر. هذه الدراسة التاريخية الحضارية تكمن أهميتها في غزر معلوماتها عن المنطقة، وعن براعة الباحثة في الربط واستخلاص النتائج، ووفرة مراجعها، بحيث أغنى مؤلفها عن الرجوع لكتب عدّة تخص المنطقة. الكتاب الذي تكفّل نادي مكة الثقافي الأدبي بطبعه، ويحمل الرقم 140 من سلسلة مطبوعات النادي، جاء ليغطي نقصا واضحا في المعلومات التي تختص بمنطقة تهامة قبل بدء الحكم السعودي، وكيف كانت موضع اهتمام من قبل القوى العالمية في تلك الفترة مثل تركيا المتمثلة في الدولة العثمانية وبريطانيا وإيطاليا، وكيف كانت أهميتها الإستراتيجية تؤدي دورا مهما في التحكم في كل من اليمن وبحر العرب الذي يصل بينه وبين البحر الأحمر بواسطة مضيق باب المندب. الكتاب يقع في حوالي أربعمائة صفحة من القطع المتوسط، وقد حرصت الباحثة على تزويده بملاحق وصور عن هذه الموانئ التي قامت بزيارتها وتصويرها بنفسها، إضافة إلى خرائط للمنطقة، وتعتبر الدراسة مرجعا مهما لتأريخ المنطقة أو لمن أراد التزود بمعلومات عن المنطقة في تلك الفترة المشار إليها.