اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف الذي تسعى (إسرائيل) إلى تحقيقه من المفاوضات مع الفلسطينيين هو التوصل إلى اتفاق يكون مشروطا بالاعتراف ب"يهودية إسرائيل" وبترتيبات تضمن أمنها. وقال لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس إن "هدفنا هو أن ندفع بجدية ومسؤولية اتفاق سلام يستند إلى المبادئ التالية: قبل كل شيء الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي، ونهاية الصراع ونهاية المطالب من إسرائيل التي تنبع من الاعتراف بها على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي". وأضاف أنه يجب "إرساء ترتيبات أمنية ميدانية حقيقية تضمن ألا يتكرر في يهودا والسامرة (يقصد الضفة الغربية) ما حدث في لبنان وقطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل منها" في إشارة إلى استمرار النزاع المسلح مع "حزب الله" و"حماس". وتابع "بالطبع هناك مواضيع كثيرة أخرى لكنني اذكر هذه المبادئ الثلاثة (الاعتراف بيهودية إسرائيل ونهاية الصراع والترتيبات الأمنية) كونها الأركان الأساسية في توجه إسرائيل". لكن نتنياهو كرر في عدة مناسبات في الفترة الأخيرة القول إنه يجب نشر قوة من الجيش الإسرائيلي في غور الأردن، أي بين الدولة الفلسطينية بعد قيامها وبين الأردن، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع. ويتوقع أن يتم إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال لقاء القمة الذي سيجمع نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن يوم الخميس المقبل بمشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني. وقال نتنياهو "إنني مقتنع بأنه إذا توجهت القيادة إلى المحادثات بالجدية نفسها التي نأتي فيها نحن إلى المفاوضات فإننا سنتمكن من التقدم نحو اتفاق مستقر يضمن السلام والأمن لكلا الشعبين وسيسهم في أمن واستقرار المنطقة". واضاف " أعي الصعوبات ولا أستخف بها وأعرف أنه ستكون هناك مطبات كثيرة لكن السؤال الأساسي هو هل توجد جهوزية في الجانب الفلسطيني مثلما توجد جهوزية في الجانب الإسرائيلي لدفع السلام قدما وحل هذا الصراع لأجيال قادمة". -على حد تعبيره- وفي غضون ذلك نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو سيرفض الدعوة إلى تجميد الاستيطان وسيوضح قبيل توجهه إلى واشنطن غداً الثلاثاء إن الاستيطان هو احدى المسائل الأساسية التي يجب أن تناقش خلال المفاوضات. وقال مسؤولون حكوميون مؤخراً إن نتنياهو لا يريد أن يشد إلى مناقشة عامة حول هذه المسألة بما أنها بمثابة محاورة الفلسطينيين حول الشروط المسبقة للمفاوضات، وهو ما ترفضه إسرائيل. وأشار المسؤولون إلى أنه لا يوجد فرق بين قول الفلسطينيين إنهم لن يدخلوا في المفاوضات قبل تجميد كامل للاستيطان والقول إنهم سينسحبون منها في 27 أيلول/سبتمبر في حال لم تمدد إسرائيل تجميد الاستيطان. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس إن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور التقى الخميس الماضي مبعوثي الإدارة الأميركية وهم مستشار الرئيس دنيس روس ومسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو وديفيد هيل نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. واستعرض مريدور أمام المبعوثين الأميركيين اقتراحه لحل مسألة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والذي يقضي بمواصلة أعمال البناء في الكتل الاستيطانية بعد انتهاء فترة تعليق الاستيطان في 26 أيلول/سبتمبر المقبل وتمديد التعليق في المستوطنات المعزولة.(!) ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن المسؤولين الأميركيين الثلاثة لم يعبروا عن موقف واضح من اقتراح مريدور، علما أن غالبية الوزراء الأعضاء في هيئة "السباعية" التي وصفها المبعوث الأميركي ميتشل بالعصابة ، يرفضون هذا الاقتراح.