على الكاتب الصحفي أن يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ ثم يكتب. والكتابة الإنسانية لها وزن وقافية تماماً كما للشعر وزن وقافية. الكتابة بالأسلوب السهل الممتنع والممتع والشيق كما كان يفعل الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله هو الأكثر جاذبية للقارئ، ولدينا في مجتمعنا الكثير من المبدعين لكنهم سهلين الكسر !! جُمل متعددة خرجت من ثنايا محاضرة طويلة ألقاها الزميل الصحفي والكاتب عبدالله بن أحمد المغلوث في نادي الأحساء الأدبي مؤخراً وأدارها رئيس لجنة الإعلام في النادي الإعلامي جعفر عمران، وجاءت هذه العبارات خلال سرده لتجربة البعد الإنساني في كتابته الصحفية والأشخاص الذين كان لهم التأثير في كتاباته، معتبرًا أنَّ عذابات الإنسان-بكافة أشكالها وألوانها-جزء من تكوينه الكتابي، ونقطة تحول في مسيرته المهنية واتجاهه نحو الكتابة. وتناول المغلوث في محاضرته التي حضرها رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر، وإلى جواره والده الزميل أحمد المغلوث أمثلة متنوعة من شخصيات إنسانية زاملها ورآها، وكانت تؤثر فيه مباشرة كما حدث له مع زميله سنوي شراحيلي-36 عامًا والمصاب بشلل الأطفال- في جامعة كولورادو الأمريكية، وكيف كان كفاحه الغفير الذي لمسه عن كثب يطرد اليأس بعكازيه وعينيه المملوءتين بالطموح والأمل كلما رآه. وذكر الزميل المغلوث أن من بين القصص الإنسانية التي مازال متأثرًا بها-حتى اللحظة- قصة المهندس سلطان العذل- 50عامًا المصاب بالتصلب الضموري العضلي- والتي يرى أنها تستحق أن تروى في مدارسنا، وجامعاتنا ، حيث لم يستسلم العذل لهذا المرض بل أكمل مشواره الذي بدأه قبل مرضه بتأسيس شركة سمسا/فيديكس للشحن السريع، والتي أصبحت اليوم شركته تغطي أكثر من 210 مدن وقرى في المملكة وتمتلك 105 مكتبا في أنحائها . ورأى المغلوث أن "من واجبنا أن نسلط الضوء عن مثل هؤلاء"النجوم" ونبرز قصص نجاحهم وألا ندخر هذه القصص في جوفنا، واعتبر الكاتب عبدالله " والذي كانت والدته تستمتع وزوجته يستمعان إليه إلى جوار عدد من الإعلاميات والسيدات في القسم النسائي " أشار إلى أن الكتابة الإنسانية ليست مقصورة على الشأن المحلي، فمن المهم أن يلعب الكاتب دورًا مهمًا في مد الجسور بين الشعوب والثقافات وإشاعة المواضيع الإيجابية عن بعض الجنسيات لنبذ العنصرية وكشف الجوانب المضيئة التي قد تخفي على الكثيرين، مستشهدًا بما كتبه قبل فترة" تخيلوا العالم بلا فلبينيين" مستعرضًا فيها دورهم الخدماتي العمالي وما يميزهم عن غيرهم وحصولهم على التدريب الفني، وهذه المقالة نقلها أكثر من 600 ألف موقع أجنبي بعد أن ترجمت إلى الإنجليزية، موضحًا أن مثل هذه المقالات لها مفعول السحر، وبدورها تساهم في تقريب الشعوب ونبذ العنصرية، فلِمَ لا نكرس هذا النوع من الكتابة بين الحين والآخر. عقب انتهاء المحاضرة استمع المغلوث إلى الإشادة من نخبة من الحضور، حيث أشاد به الدكتور يوسف الجبر معتبرًا إياه صاحب قلم مبتسم وهذا ما ميزه وجعله ذا كتابة متفائلة مبتعدة عن الإسراف في النقد، كما أشاد به المهندس عبدالله الشايب واصفاً كتاباته بتميزها وبكونها تخلص إلى موضوع معالجة وهي وعي مبكر لطرح القصة مؤكداً بأن هذا الجانب مفيد جداً، وشارك كذلك محمد الجلواح، والإعلامية وفاء السعد وفاطمة عبدالرحمن، بعد ذلك أجاب الكاتب عبدالله المغلوث على أسئلة الحضور، وفي الختام قدم رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر درعًا تذكارية للمحاضر.