مُصطلح كروي يعرفه عُشاق كرة القدم. حين يُمرر اللاعب الكُرة لزميله سيكون مصيرها ثلاث حالات إما أن يستلمها اللاعب الزميل ويُستفيد منها أو تخرج لل(أوت) حين تكون قرب خطوط التماس وإما يقطعها الخصم ويُلغي فاعليتها بل قد يستفيد منها في هجمة مُرتدّة. ما علينا، قرأتُ يوم الثلاثاء الماضي 24 أغسطس خبران وردا في موقع (العربية نت) الشهير أحدهما وهو المُهم عن إحراز الفارسة السعودية دلما محسن (18) عاماً، ميدالية أولمبية بعد أن نالت برونزية فئة الفردي في قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب في سنغافورة. الفارسة البطلة دلما هي أول رياضية سعودية تشارك في دورات الألعاب الأولمبية حتى الآن. هذه تمريرة مُتقنة ركلتها الفارسة الشابة في ميدان المرأة السعودية تنتظر من إحدى زميلاتها استلامها ومن ثم التفنن في مراوغة الخصوم والتسديد في (حلق) المرمى هدفاً ولا أروع. حاول أحد الخصوم قطع التمريرة ولكن انبراشهُ كان أرعن مما سيدفع بالحكم فيما يبدو إلى طرده من الملعب بعد أن كان قد نال كرتاً أصفر بسبب خطاأ قد ارتكبه حين طالب بهدم الحرم منعاً للاختلاط أثناء أداء شعائر العبادة. الخصم الذي حاول قطع تمريرة الفارسة دلما أشار إليه الخبر الثاني في الموقع الشهير. داعية سعودي يحرّم التعامل مع متاجر وظفت سيدات بمهنة "كاشير" . تلك المشاهد المحلية يتجاذبها طرفان أحدهما يدفع بالمجتمع قُدماً تجاه الحياة السويّة كبقيّة البشر في عصر التكنولوجيا وتقنية النانو والفيمتو، وخوارق المخترعات والمكتشفات . طرف آخر متطرف فكرهُ توقف في الماضي عصر الدواب وشظف العيش وقيمة الإنسان البائسة. عصر الجهل والظلام ووأد البنات وسبي النساء للتمتع بهن..! السيادة في النهاية كما يوضح تاريخ الحضارات، للأمم التي لا تُكبّلها قيود التخلّف الماضوية ولا تخضع لوصاية حفّاظ التراث وحُرّاس الانغلاق والظلام. إن الفكر الذي يؤمن بانهيار الأمة لمُجرّد عرض مسلسل ينتقد عيوبها أو عمل النساء في الحوانيت أو عقوبة تحل بأُناس تفرح بقرع الطبول لهو فكر هشّ لا يمكنهُ فرض وجوده في العصر الحالي وغير جدير بالبقاء أصلاً .