دانت منظمة حقوقية فلسطينية مستقلة أمس اعتراض الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، مسيرة مناهضة لاشتراك السلطة في المفاوضات المباشرة مع (إسرائيل). وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان إن حوالي 250 شخصا، تقدمهم أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، والأمناء العامون لعدد من الأحزاب والفصائل السياسية وقادة من المجتمع المدني والشخصيات المستقلة احتشدوا ظهر أمس في قاعة الكنيسة البروتستانتية في رام الله، لتنظيم مسيرة احتجاج سلمي، وعقد مؤتمر صحافي احتجاجاً على قرار السلطة المشاركة في المفاوضات المباشرة. وأضاف المركز أن عشرات الأشخاص بلباس مدني، كانوا يحملون صور رئيس السلطة محمود عباس وأجهزة اتصال لاسلكي، اقتحموا القاعة وهم يرددون هتافات باسم "الشبيبة الفتحاوية" و"اعتلى عدد منهم مسرح القاعة، ونظموا حلقات دبكة، ووجهوا اتهامات للحضور بأنهم يعدون لعقد مؤتمر تآمري ضد السلطة الفلسطينية، وبأنهم عملاء لسورية وإيران ". وأشار المركز الى أن "المحتشدين خرجوا من القاعة، وتوجهوا نحو شارع رُكب، وسط المدينة حيث اعترضت طريقهم سيارتان مدنيتان، تحمل إحداهما لوحة تسجيل سلطة، وأطلق سائقاها أبواقاً متواصلة بهدف التشويش على المسيرة". وأضاف ان شرطة السلطة اعترضت المسيرة واعتقلت "الدكتور محمد جاد الله، أحد أعضاء لجنة المتابعة، وأدخلته بالقوة إلى داخل إحدى سيارات الشرطة، واقتادته إلى جهة غير معلومة". وشدّد المركز "على أن الحق في التجمع السلمي والحق في حرية الرأي والتعبير مكفولان بموجب القانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان". وقرّر رئيس السلطة في وقت لاحق تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الحادث الذي أثار استياء الرأي العام الفلسطيني. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن عباس "أبدى اهتمامه الفوري بحالة الفوضى التي سادت في الاجتماع على خلفية النقاش حول المفاوضات". وندد المؤتمر الذي عقدته الفصائل والقوى المناهضة لاستئناف المفاوضات المباشرة في غزة، ب"إقدام الأجهزة الأمنية في رام الله على قمع المؤتمر ومنع عقده" معتبراً ذلك "ضربة خطيرة لجهد الوطنيين المخلصين والمعبرين عن قطاعات شعبية واسعة رافضة للمفاوضات وفقًا للشروط الإسرائيلية والأميركية . من جانب آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت " الاسرائيلية أمس ان جهاز الامن الفلسطيني قام مؤخرا بحملة اعتقالات في جميع انحاء الضفة الغربية طالت نشطاء حاليين وسابقين مشتبه في محاولتهم تجديد الاتصالات مع حزب الله بهدف اقامة بنية تحتية للحزب في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن مسؤولا امنيا فلسطينيا زعم ان حزب الله اللبناني بذل جهودا ضخمة في الاشهر الاخيرة لاستئناف تواجده على الساحة الفلسطينية لتنفيذ هجمات ضد أهداف اسرائيلية في الضفة وداخل الاراضي المحتلة 48. وقال المسؤول ان قيس عبيد ، الذي قام باختطاف رجل الاعمال الاسرائيلي الحنان تينينبوم الى لبنان ، ينسق جهود التجنيد وأنه بدأ مؤخرا الاتصال بالعشرات من الشبان في الضفة الغربية لتجنيدهم في صفوف حزب الله.