الدراما البدوية بالنسبة لمؤلف مسلسل (أبواب الغيم) ليست "فنتازيا" لا مكان لها ولا زمان، وإنما هي من صلب الحياة الواقعية والتاريخية العربية. هكذا يقدم الكاتب السوري عدنان العودة مسلسليه البدويين (فنجان الدم) و(أبواب الغيم) الذي يعرض هذه الأيام على قناة دبي من خيال وأشعار سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإخراج حاتم علي وبطولة غسان مسعود وعبدالمحسن النمر وسلاف معمار ومجموعة من نجوم الدراما في الوطن العربي. أبواب الغيم في الأحساء ويروي المسلسل البدوي التاريخي (أبواب الغيم) حياة وحكاية صراع ثلاث قبائل تنشغل فيما بينها، بينما الإنجليز والعثمانيون ينسجون المؤامرات للسيطرة على المنطقة. ويوضح العودة أن (أبواب الغيم) هو محاولة للإجابة عن سؤال "من نحن" ضمن هذه التجاذبات العالمية (الأتراك والإنجليز آنذاك). المؤلف السوري الذي يقدم دراما شديدة الالتصاق بحياة البدو الواقعية، يعترف ل"الرياض" قائلاً: قصة (أبواب الغيم) مُستلهمة من الأحساء (شرق المملكة) وتروي أسباب وتفاصيل سقوط إمارة الأحساء في يد العثمانيين نتيجة صراعات داخلية بين القبائل وأبناء المنطقة في العام (1870 ميلادي). مُستعرضاً المقدمات التاريخية لاحتلال المنطقة من صراعات عثمانية وإنجليزية على خيرات (الأحساء) الغنية بالتمور والخيول الأصيلة والمياه. مُخترعاً –المؤلف- شخصيات متخيّلة ( قبيلة العضي ) في إطار تاريخي واقعي يكشف ما جرى في تلك الحقبة. وأكد العودة بأن المسلسل لا يحوي إشارات مباشرة حول (الأحساء) أو (القطيف) أو (العقير)، مُتجنباً التسميات لأن ما يريدُ عمله هو تقديم دراما وليس التصادم مع الواقع. مُضيفاً: "تعلمت من تجربة مسلسل (فنجان الدم) الذي كلفني تأخير عرضه لسنتين الكثير وهو مسلسل يغطي جغرافياً منطقة صحراء النفوذ في القرن التاسع عشر". مُستحضراً مقولة المفكر صادق جلال العظم: "من حق العمل الفني أن يقيم العلاقات التي يريد مع الواقع ولكن لا ينبغي محاسبته على أنه هو الواقع!". وحول مسألة مدى إتقان "اللكنة" البدوية بالنسبة للممثلين السوريين، أوضح العودة قائلاً: "أكتب حوارات مسلسلي ليس بلهجة بدو الجزيرة العربية وإنما بلهجة بدو بلاد الشام (البادية السورية)". غسان مسعود وعبدالمحسن النمر «أبواب الغيم» المكتبة السعودية وحول المصادر التي اعتمد عليها الكاتب السوري في كتابة (أبواب الغيم) يشير العودة قائلاً: أنا أمتلك أكبر مكتبة حول (البدو) والفضل في ذلك إلى مكتبات المملكة العربية السعودية، فمعظم كتبي جلبتها من هناك، لمؤلفين سعوديين وعرب ورحالة أوربيين ومستشرقين اعتمدت عليهم جميعهم في توثيق المادة التاريخية للمسلسل". إلا أن العودة يرى أن المستشرقين رغم كل ما قدموا من معلومات إلا أنهم لم يفهموا المنطقة، مُشيداً بعالم الاجتماع العراقي علي الوردي في تحليل الشخصية العشائرية العربية. الدراما البدوية.. التاريخية أما عن اتجاه عدنان العودة إلى كتابة دراما بدوية تاريخية فيرى الكاتب السوري أن الدراما العربية عرفت ما يعرف بالدراما البدوية منذ نهاية السبعينيات وحتى عام 2007 إلى أن جاء عملان هما (فنجان الدم) و(صراع على الرمال) ل"هاني السعدي" . مُشيراً إلى أن عمل (فنجان الدم) الذي عرض على mbc مغاير لأنه ينتمي إلى ما يسمى بالواقعية التاريخية في حين كان مسلسل (صراع على الرمال) أقرب للفنتازيا وكان بعيدا عن تناول التفاصيل الواقعية لحياة البدو. ويرى العودة أن (صراع على الرمال) لم يخرج عن السياق، مثلما فعل (فنجان الدم) الذي أثار جدلاً بعيد عرضه. مُضيفاً أن بعد هذين العملين جاءت الفرصة ليلتقي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والمخرج حاتم علي ليقدم عملاً بدوياً تاريخياً هو (أبواب الغيم). عدنان العودة المسكون بالحياة البدوية لا يجد أي مانعٍ من تقديم أعمال اجتماعية وتاريخية، مشيراً إلى أنه بصدد كتابة عمل مصري يتطرق لمصر في النصف الأول من القرن العشرين من إخراج الليث حجو. يُذكر أن عدنان العودة خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. كتب مجموعة مسرحيات وأفلام سينمائية كان آخرها فيلم (كلام حريم).