وفق ما تابعناه في الفترة الأخيرة حول بعض أزمات الإخلال بالعقود الرياضية، كأزمة نجم الاتحاد محمد نور وأزمة اللاعب المصري عماد متعب في بلجيكا، أرى أن هذه الأزمات الرياضية تعتبر صناعة عربية الملامح ولا يمكن أن نشاهدها في أي مكان آخر على وجه البسيطة الا في دولنا العربية. فاللاعب محمد نور وببساطة يقرر العودة بعد ان قرر سابقاً ان لا يشارك في تدريبات فريقه لأنه لا يريد الالتزام بتعليمات مدير فني معروف عنه الالتزام والصرامة الشديدة؛ ثم تتطور الأمور لتصبح أزمة لا يمكن حلها إلا بالواسطات (هكذا تعمل أنديتنا) بغض النظر عن العقود المبرمة بينه وبين النادي ! . من وجهة نظر أخرى المشكلة بين الاتحاد واللاعب خلال الفترة السابقة ذهبت إلى منحنى الغرامات المالية وورد قيمة ما تبقى من عقده والبالغة 14,000,000 ريال وهذا ما جعل نور يعود ويفكر، فإدارة الاتحاد يجب أن توقع عقوبات مالية كبيرة على اللاعب الذي يعتبر لاعباً محترفاً في صفوف هذا الفريق ويحصل على أموال مقابل ذلك وبالتالي فإنه مطالب بأن يلتزم وأن يكون مجرد لاعب في الفريق لا أكثر ولا أقل وهو بالتالي مطالب بأن يقوم بكل واجباته تجاه ناديه سواءً كانت رياضية او استثمارية او معنوية. تخيلوا لو أن شركة الاتصالات الراعي الرسمي لنادي الاتحاد او اي شركة أخرى انتجت إعلاناً لنور بشعار الاتحاد وخلال الأزمة المفتعلة تلك تم توقيف نور أو انتقل لنادي آخر ماذا سيحدث للإعلان أو المنتج؟ الجواب إنها ثقافة لا يمكن للاعبينا فهمها في الوقت الحالي . ودعوني أضرب لكم مثلاً آخر يحصل خلال هذه الأيام بلاعب كان يلعب في الاتحاد أيضاً وهو اللاعب المصري عماد متعب وأزمته الأخيرة مع الفريق البلجيكي الذي وقع له عماد متعب ثم فجأة قرر أن يخل بالعقد والعودة الى القاهرة. ليست هذه القضية ولكن القضية أن النادي البلجيكي فور توقيع متعب للعقود معه قام بعرض منتجات و قميص النادي الخاصة باللاعب والذي يحمل الرقم 10 واسم عماد متعب للجماهير والتي هي بدورها قامت بشراء هذا القميص الخاص بنجم الفريق الجديد . وفجأة قرر متعب الإخلال بتعاقده والذهاب الى القاهرة، خلال ذلك نزلت بعض الجماهير البلجيكية واتجهت الى النادي بالقمصان التي اشترتها وطالبوا بأموالهم التي دفعوها في هذا القميص لأنه قميص لاعب ليس له وجود. الجانب الاستثماري في هذه الأمور واضح جداً في الخارج وموثق من خلال النقاط الاستثمارية في العقد. ودعونا نرجع بالذاكرة قبل عامين حينما فشل اتفاق تعاقد نادي مانشستر سيتي الانجليزي مع لاعب نادي الهلال ياسر القحطاني بسبب الجوانب الاستثمارية بين الطرفين. الاستثمار الرياضي اهتم بالعقود التسويقية التي يجب أن نطورها من خلال الاطلاع ودراسة فن صياغة العقود في الأندية العالمية وتطبيقها بما يتوافق مع قيمنا الإسلامية. اخيراً القضية قضية التزام بين طرفين تؤدي في النهاية إلى مكاسب مادية ومعنوية لهما.