من يتتبع الاقتصاد العالمي يجد تناقضات لم تحدث سابقا أو بعبارة أخرى سوابق تاريخية لم تحدث سابقا ، ومثال ذلك الاقتصاد الياباني الان يعاني من ارتفاع الين مقابل الدولار حين وصل الدولار لسعر لم يصل له منذ 15 عاما مقابل الين ، وهذا يشكل أزمة كبرى للين الياباني مما يعني ارتفاع تكلفة التصدير وبالتالي البطء الاقتصادي وضعف النمو ، مما يخلق حالة من الكساد والجمود الاقتصادي ويترتب على ذلك الكثير ارتفاع البطالة وخسائر للشركات لا يعرف أين ستقف ، وحين نتحول للصين نلحظ النمو الاقتصادي المتسارع والذي بدأ يتباطأ الان ورغم كل هذا النمو الاقتصادي إلا أن الصين سعر الفائدة لديها متدن ولا يتجاوز مستويات 1% وهذا عكس المنطق المقبول في النمو الاقتصادي الذي يعني نموا اقتصاديا إذ ارتفاع الأسعار يفرض سياسة نقدية وهي رفع سعر الفائدة لكبح هذا الاندفاع ، ولكن لا تستطيع الصين أن ترفع سعر الفائدة لأن ذلك سيعني ارتفاع تلكفة الاقراض لديها مما يعني عبئا أكبر على المقترضين وفوائد عالية في ظل مرحلة قمة في الاقتصاد الصيني وأن أي تراجعات ستعني كارثة للشركات والاقتصاد الصيني ، وأيضا يفرض الواقع على الصين أن تحافظ على نمو اقتصادي لا يقل عن 9% لكي توفر فرص العمل وتلبي حاجة سوق العمل والاقتصاد الصيني ولكن هل هذا سيحدث في ظل الضغوط على " الرممبي " الصيني وعملتها المصطنعة السعر والذي يفترض أن يكون أعلى من سعره الحالي بما لا يقل عن 40% فماذا سيعني ذلك ؟ سيعني كما يحصل بالاقتصاد الياباني ارتفاع عملة ،ضعف التصدير ،بطالة خسائر شركات ونحن نتحدث عن الصين التي أصبحت الان ثاني اقتصاد عالمي ، أما أوربا ضعف اقتصادي وسعر فائدة متدن جدا ولكن تضخم مرتفع وبطالة تنمو وديون سيادية تفوق الناتج القومي ، تناقضات تصعب المعالجة والحلول للاقتصاد العالمي بالأجل القصير . أما دول الخليج والمملكة الأغرب دخل عال جدا احتياطيات نقدية تفوق الناتج القومي مرة ونصف ومرتين ، ولكن لا توجد البنية التحتية التي تواكب النمو السكاني ، بطالة في دول الخليج والمملكة خصوصا في ظل وجود مقيمين أجانب يفوق 9 ملايين ، أزمات في الخدمات ، ضعف مصادر الدخل الأخرى عدا النفط . من كل ذلك نلحظ أن الحلول مؤجلة وغير مطروحة لطرح الحلول الجذرية لاقتصاديات الدول ، لأنها ببساطة لم تستثمر أموالها بالطريق الصحيح ، ولا الاقتصاديات العالمية عملت بما لديها من أموال وأوقفت الاقراض الفاحش غير مبرر حتى ربطت حبل المشنقة على رقبتها وتنتظر التنفيذ في أي لحظة انهيار اقتصادي .