يأتي رمضان ويستشعر الكل فيه جماله وروعته من خلال ذكرياتٍ جميلة مازالت عالقة بالذهن خصوصاً لدى كبار السن ..الحديث هنا يجعلني أتحدث عن القرية ، ذلك المكان الجميل الذي يشهد أكثر ذكريات الشهر الكريم،حيث نجد أن أهل القرية ببساطتهم وحبهم وتآلفهم يستقبلون رمضان بكل الفرح والحب والسرور ويجتمعون في أحد المنازل يتبادلون التهاني والتبريكات بقدوم الضيف الكريم. القرية ببيئتها الجميلة تعتبر مصدراً جميلاً من مصادر التآلف الاجتماعي بخلاف المدينة الآن ومابها من مشاغل تصل بالشخص إلى الانقطاع عن أسرته في بعض الأوقات،بل كانت القرية مصدر للتجمع لكونها صغيره المساحة ومتقاربة حتى أن الكل يستطيع مقابلة جميع سكان القرية في المسجد يومياً في أداء أوقات الصلاة. رمضان عندما يحل تبتهج به القرية كوحدة كاملة بسكانها المتقاربين ومن خلال ذلك التقارب نشاهد تلك الصورة الجميلة التي تعكس مدى محبتهم وتآلفهم في جوٍ روحاني جميل .ولعل الجميل في القرية هو ترقب حلول شهر رمضان حيث يصعد أهل القرية لأعلى جبل في القرية في محاولة منهم لمشاهدة هلال شهر رمضان وهنا يتسابق أصحاب البصر القوي ،فمن لديه حدة في البصر هو من سيرى الهلال في السماء الذي بالتالي يتم الإعلان عن قدوم الضيف الكريم. في القرية طابع خاص يتلذذ به أهلها قديماً ، فيومهم عمل دون كسل أو ملل ومساؤهم إفطار على موائد شعبية لذيذة أهمها التمر والقهوه التي هي تعتبر الأساس في الافطار لديهم ومن ثم صلاة المغرب وبعدها العوده لتناول مايتيسر لهم من طعام ، كل هذا في جوٍ روحاني جميل ، ثم أن لديهم شيئاً جميلاً جداً وهو الاجتماع للتسامر على شبة النار والقهوه والأحاديث فمجالسهم الرمضانية خلال شهر رمضان تحقق لهم التواصل والتلاقي أكثر عن الأيام العادية وهنا تأتي أهمية الشهر الكريم لديهم.وعلى ان حلول شهر رمضان في القرية ، يشكل طابع خاص لأهلها إلا أنهم في نفس الوقت يهتمون بتيادل الزيارات في ليالي رمضان لتبادل التهاني والتبريكات وهذه الزيارات تعتبر سمة بارزة إذ إنهم ومن خلال تلك الزيارات يتبادلون الأحايث التي تهم حياتهم واسترجاع ذكرياتهم والاستماع إلى ذكريات الآباء والأجداد التي هي بحق روعة الحضور في تلك المسامرات والزيارات .وتبقى للقرية في رمضان ذكريات عذبة مازالت حتى الآن حديث المجالس بروعتها وجمالها. أخيراً : الشهر جانا شهر خير ومحبة فيه اجتماع قلوبنا كلنا احباب