يبدو ان دوري "زين" السعودي للمحترفين في هذا الموسم سياخذ منحى آخر ويرسم لذاته شكلا جديدا، ويظهر ان المنافسة على اللقب والصراع على البقاء سيكون حاميا ومشتعلا حتى اللحظات الاخيرة، وعلى الرغم من ان الوقت لا يزال مبكرا للحديث حول هذا الامر الا ان النتائج التي انتهت عليها مباريات الجولتين الاولى والثانية تشير الى ان الوضع سيتغير لا محالة. بنظرة سريعة لجدول ترتيب الفرق بعد نهاية الجولة الثانية سنجد ان هناك تغيرات كثيرة حدثت في القمة والقاع مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم الماضي إذ برز النصر كقوة ضاربة في هذا العام, ونجح في تصدر الترتيب مع الوافد الجديد للاضواء الرائد برصيد ست نقاط وبفارق الاهداف عن الاتحاد والهلال, وسقط الشباب حامل لقب دوري الابطال وقبع في المؤخرة بدون رصيد. وتعرض الهلال حامل اللقب لتجربتين صعبتين كانتا امام التعاون في الجولة الاولى والحزم في الثانية وتجاوز الاول بهدف وحيد, وتخطى الاخير 2-صفر احداهما جاء من ركلة جزاء قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق. اما الاتحاد وصيف البطل فلم يكن حظه بافضل من الهلال وعانى في الجولة الاولى امام الاتفاق قبل ان يحسم المباراة 2-1, لكنه عاد وانتصر على الفيصلي 2-صفر في مباراة متكافئة. "رائد التحدي" الذي بقي في الاضواء بقرار اداري مع رفيق دربه نجران بعد زيادة عدد الفرق الى 14 بدلا عن 12 كان مفاجأة الجولتين بحق وحقيقة وقدم مستويات رفيعة جدا توجها بانتصارين رائعين. في الجولة الاولى تلاعب الرائد بالشباب وهزمه 2-صفر, وفي الثانية تجاوز نجران 3-2 وعلى هديه سار نده وغريمه التعاون الذي استفاد من خسارة الجولة الاولى من الهلال فعاد وعمق جراح الشباب برباعية مقابل واحد. فرق القادسية والاتفاق والاهلي والوحدة والفيصلي وحتى الحزم والفتح , ابلت بلاء حسنا وقدمت نفسها بشكل جيد نالت به الاعجاب رغم تباين نتائجها. لقد اوضحت البدايات المثيرة للدوري ان مستوى الفرق ال 14 اصبح متقاربا لحد بعيد وان الفوارق الفنية الكبيرة التي كانت تفصل بينها بدات تزول رويدا رويدا. حدث ذلك بفضل اهتمام ادارات تلك الاندية بفرقها قبل انطلاقة المنافسة بوقت طويل وحرصها على التعاقد مع مدربين ولاعبين متميزين واقامة معسكرات خارجية نموذجية. لكن السؤال الذي سيفرض نفسه بعد هذه البداية القوية هل ستصمد كل الفرق التي حققت نتائج ايجابية في الجولتين الاولى والثانية وتواصل انتصاراتها في الجولات المقبلة، ام انها ستكتفي بهذا القدر وتفسح المجال للكبار كما جرت العادة؟. نعود ونؤكد ان البداية القوية للدوري تشير الى ان هذا الموسم سيكون هو الافضل, وان المستفيد الاول من هذه النقلة النوعية في التنافس ستكون الكرة السعودية.