حين كنت جالسة أسترجع ما حصل لي في المستشفى تذكرت كلام دكتورة لي في كليتي التي درست بها حين قالت لي يعجبني فيك طموح الشباب والإصرار على أن لك حقاً يجب أن تحصل عليه ، وقتها قلت لنفسي وماذا أفعل أمام من يقف أمامي ويقتل في داخلي الطموح ويغتال الأمل دون سبب مقنع أنا متأكدة أن مثلي مئات أو ربما ألاف ،ولكم تفاصيل حكايتي أنا أنهيت دراستي لتخصص التمريض وحصلت على شهادة دبلوم عالٍ بعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد وفرحت بنجاحي كثيرا ولم يتبق أمامي سوى فترة الامتياز ستة أشهر.. توجهت لإحدى المستشفيات وكلي ثقة وأمل بقبول طلبي في تطبيق فترة امتيازي به وأوضحت أسباب اختياري له ففاجأني بالرفض والسبب غير مقنع قابلت مسئولة التمريض وقالت لي ليس لدينا إمكانية وأنهم قبلوا من كلية التمريض بجامعة الملك سعود إحدى عشرة طالبة فقط ، والمئات الباقية أين يذهبن إذا سارت بقية المستشفيات على هذا النهج وقالت ليس لدينا إمكانية!! لم أقتنع أن طالبة واحدة ستؤثر على إمكانية المستشفى مع العلم أن كليتنا وجهت خطابا لهم ورفضوا استقبال طالبات من كليتنا ، حاولت طوال ثلاثة أسابيع وتدخل أناس من المستشفى ليكونوا واسطة خير لكن للأسف في كل مرة تكرر الرفض حتى انها قالت في الأخير بعد أن حفظت اسمي لا .. مازال في داخلي أمل وإصرار على ألا حق لها في الرفض مع ما شرحته لها من أسباب.. واضطررت في النهاية لأقابل نائب مدير المستشفى، صفعني هو الآخر بصدمة أشعرتني بخيبة أمل.. كادت تقتل طموحي لكنها اغتالت الأمل الأخير لدي.. قدمت له طلبي فقال لي ليس لدينا إمكانية ونحن لا نقبل حملة الدبلوم.. قلت هذا امتياز ستة أشهر فقط على هذا لو قدمنا على طلب توظيف ماذا ستقولون لنا، ..قال أولاً دعونا نوافق على تطبيقكم ستة أشهر وبعد ذلك نفكر في توظيفكم؟؟ لم أتوقع هذا الرد منه كانت صدمة لي إذ هو دكتور وعالم مدى حاجة الوطن للممرضات وحاجة هذا التخصص بالذات للدعم لمواجهة نظرة المجتمع له والتي لا تخفى على أحد ومدى الضرورة لوضع محفزات لتطويره وتشجيع الفتيات على الإقبال عليه فأنا أرفع الملامة عن غيره..أثار بكلامه غضبي فقلت له: ضع ابنتك مكاني هل ترضى أن يقال لها ما قلته لي!!!. أجاب طبعا لا!! .. في النهاية قال اتركي رقمك وسنرى الموضوع... ولم يحدث بعدها شيء..وقتها خرجت من المستشفى وكلي يقين من كلام إحدى صديقاتي حين قالت لي عندك واسطة كبيرة لن يستطيع أحد أن يقف في وجهك!!.. فعلا أصبحت الواسطة هي القاضي في كثير من الأمور إن لم تكن كلها .. فقد أفقدت النجاح طعمه والطموح لذته..والعلاقات التي تربط بين الناس مصداقيتها..يا ترى إلى أين ستقودنا؟؟ (طالبة من كلية العلوم الصحية للبنات)