اكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان الفلسطيني الذي اقتحم مقر السفارة التركية في تل ابيب هو عميل لجهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك"، وقد فر من الاراضي الفلسطينية قبل عدة سنوات. وكانت (اسرائيل) وفي محاولة منها للاصطياد في المياه العكرة سارعت الى الاعلان بان المقتحم هو فلسطيني، في محاولة للمس بالتعاطف التركي مع الشعب الفلسطيني والذي تجلى عقب الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية وقتل 9 متضامنين اتراك. من جانبها، سارعت حركة "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة للكشف عن مهاجم السفارة التركية، نديم انجاص (35 عاما) من احدى قرى رام الله، هو عميل للشاباك وأحد تجار المخدرات وعلى علاقة بالمافيا الاسرائيلية، ويتمتع بحماية الأمن الإسرائيلي منذ عدة سنوات. ودعت الحركة الى توخي الدقة والحذر وعدم الإنجرار وراء مؤامرة ودعاية إسرائيلية تهدف لضرب العلاقة المتينة الرابطة بين الشعبين التركي والفلسطيني. كما حذرت من عمليات إجرامية تنسب لفلسطينيين، لكنها في واقع الأمر مدبرة ومخططة في مكاتب أجهزة الأمن الاسرائيلية . وشددت على عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والتركي، وقالت ان العلاقة بين القيادتين التركية والفلسطينية، أمتن وأقوى من أن توهنها عملية سخيفة خطط لها "الشاباك" ونفذها عميل صغير. ونقل عن محامية إنجاص إنه كان يعمل مع جهاز الشاباك، وقد تم الكشف عنه عن طريق الخطأ بواسطة ضابط في المخابرات، ما دفعه للهرب الى اسرائيل طلبا للحماية. ومنذ سنين وهو يعيش في ظروف صعبة حيث لا يسمح له بالعمل، واعتقل عدة مرات بسبب مخالفات جنائية. واضافت: ان "الشاباك" أهمل العميل ولم يساعده كما كان يرغب في التعامل معه. وكان انجاص اقدم على اقتحام مقر السفارة التركية في تل ابيب وتحصن داخلها بعد احتجاز رهينتين على الاقل من مستخدمي السفارة، الا ان حراس امن السفارة الاتراك تمكنوا من السيطرة عليه بعد اصابته بجراح طفيفة وقالت مصادر السفارة التركية انه عثر بحوزة المهاجم على مسدس بلاستيكي وسكين وانه جرى نقل المهاجم الى مستشفى "ايخلوف" الاسرائيلي في تل ابيب. واكدت المصادر الاسرائيلية ان القنصل التركي وعقيلته تمكنا من الهرب من مبنى السفارة بسلام. وهرعت الى المكان قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية والوحدة الخاصة لمحاربة الارهاب الا ان الاتراك منعوا دخولها مبنى السفارة التركية. وكان انجاص الذي كان يقيم في رام الله قبل العام 2000 اقدم في الاول من ايلول/ سبتمبر 2006 على اقتحام السفارة البريطانية في تل ابيب، مطالبا بمنحه حق اللجوء السياسي في بريطانيا، وهدد في حينه بقتل نفسه. وفي تعقيبه على عملية اقتحام السفارة البريطانية في حينه، قال قائد شرطة تل ابيب دافيد تسور ان الحديث يدور عن شاب عمل جاسوسا لدى جهاز الشاباك ونتيجة خيبة امله من هذا الجهاز قرر طلب اللجوء السياسي".