الملاحظ والواضح أخيراً هو المتغيرات المناخية التي ما فتئت بلادنا والجوار والعالم أجمع يمرّ بها . مطر في شهر يولية ، ورطوبة مفاجئة وحرارة وغيوم . وفيضانات! التقاويم المناخية لم تقل شيئا ، فنجم سهيل في زمنه المعتاد 14 رمضان هذه السنة . وأهل التفسير العلمي وباحثو الطقس يتحدثون عن " الاحتباس الحراري " بسبب التلوث والكربون الذي حجب حرارة الأرض من إعادة الانتشار في الفضاء الواسع ، فبدأت البحار بالتبخّر السريع وجاءت السحب والأمطار في غير أوانها . ثمة آراء تقول إن مسألة اثر الاحتباس الحراري ماهي إلا هاجس أو توجّس أو ظنون تفتقر إلى الإثبات . أو أن الإثباتات التي جيء بها ماهي إلا تخوفات من دول وصناعات ضدّ دول وصناعات أخرى . ويقولون إن التغيرات المناخية هي مسيرة طبيعية كونية سنها الله في الكون . ويحتجون بأن الفيضانات والانهيارات الأرضية والجليدية واختفاء قرى ومنازل نتيجة التعرية ( الأطلال ) هي قديمة قِدَم الدهر قبل وجود المصانع والطائرات والبواخر والمكيفات التي قيل إنها من أسباب التغيّر المناخي . فالتزحزح القارّي وانفتاح بحار على أُخرى وانفصال أرض عن أرض ، وظهور جزر عبر القرون الماضية كانت قبل الثورة الصناعية ولم يكن يوجد قطارات ومصانع تنفث غاز الكربون أو غيره . كذلك قرأنا عن غور المياه أو ظهور ملوحة غير طبيعية فيها . وأيضا انقراض أنواع من الحياة الفطرية تأتي متسلسلة قبل وجود البترول والغاز واستعمالهما . أرى أن مفردة " التلوّث " يقتصر معناها على تلوّث التربة والمياه والهواء الملامس للأرض . وهو التلوث الحاصل من مرامي النفايات المنزلية والصناعية والطبية في أطراف المدن . كذلك التلوّث البحري الناتج عن البقع والمنصات النفطية المنتشرة في بحار العالم وغسل صهاريج ناقلات النفط العملاقة في البحار ، ولتلك الممارسات الدور الفاعل في العلاقة النظيفة التي كانت سائدة في الماضي بين الإنسان والبحر . واليوم يخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جديد فنجد العلماء يطلقون الصيحات المحذرة من التمادي في رش النبات بالمبيدات أو حقن الدواجن بالهرمون من أجل زيادة الوزن . وهذه الأشياء التي في طريقها إلى تدميرنا لا صلة لها مطلقا بالطقس والمناخ بل هي من صنع أيدينا طمعاً بالربح !