عبّر رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني عن حزنه لخسارة آلاف الأرواح في الفيضانات التي ضربت البلاد، لافتاً إلى ان التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة هو إعادة تأهيل أكثر من 20 مليون مشرد، داعياً المجتمع الدولي لمزيد من المساعدة للتمكن من الوقوف بوجه تهديد "الإرهاب". ونقلت قناة "جيو تي في" الباكستانية عن جيلاني قوله أمس في خطاب لمناسبة عيد استقلال البلاد ال 64 إن "أعمال الإنقاذ والإغاثة ما زالت جارية في معظم أجزاء البلاد حيث السيول والفيضانات تنشر الخراب" مضيفاً " ان أكبر تحد تواجهه حكومتنا حالياً هو إعادة تأهيل 20 مليون شخص" مشرّد. ودعا المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والعامة الى تعزيز تعاونها مع الحكومة للتعامل مع أكبر كارثة طبيعية تشهدها البلاد، حيث ضربت الفيضانات إقليم خيبر باختونخوا مدمرة آلاف المنازل والطرق والجسور ، والبنية التحتية، ومتلفة المحاصيل الزراعية ما يزيد الأزمة عمقاً. وقال "أناشد المجتمع الدولي إلى مد يد المساعدة للتصدي لهذه الكارثة كي تتمكن باكستان من الوقوف شامخة ضد خطر الإرهاب". ولفت إلى ان البلاد تحتفل بعيد استقلالها ال 64 في ظل مواجهتها العديد من التحديات الطبيعية والاقتصادية والأمنية والسياسية. وأضاف أنه على الرغم من التحديات المختلفة ذات الطبيعة الخطيرة التي تواجه البلاد بما في ذلك الفيضانات ، فإن حكومة وشعب باكستان ملتزمون بحماية وطنهم. وقال إن "الإرهابيين والمتطرفين" يسعون لفرض جدول أعمالهم الخاص على الشعب الباكستاني المسالم" ، مضيفا "لقد ضرب اقتصادنا الوطني الثابت جراء الحرب الدائرة ضد الإرهاب ، والكوارث الطبيعية". وذكر أنه مهما كانت التحديات خطيرة فإن عزم الباكستانيين وتصميمهم أكبر. من جهة ثانية، هاجم نازحون غاضبون شاحنات مساعدات تحمل مواد إغاثة لضحايا الفيضانات في وسط باكستان ، ما دفع مسئولين لوقف العملية ، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية أمس. وأبلغ مسئولو صندوق تخفيف حدة الفقر في باكستان والمنظمة الدولية للهجرة الشرطة أن شاحناتهما نهبت بالقرب من قرية جاديوالا ، في منطقة مظفرجارة بإقليم البنجاب. ونقلت صحيفة "دون" الباكستانية عن منسق المساعدات محمد كامران قوله إن منظمته علقت عمليات الإغاثة الخاصة بها عقب الهجوم. وذكرت الصحيفة أنه تم الإبلاغ عن حالات مماثلة على مركبات تابعة ل"منظمة تقوية المشاركة". وكان قد تم إجلاء سكان مظفرجارة يوم الأربعاء الماضي قبل وصول الفيضانات. ويعيش معظم النازحين على أطراف المدينة في مأوى مؤقت ويشكون من عدم توفر المواد الغذائية. كما اعتقلت الشرطة خمسة أشخاص لسرقتهم بضائع من شاحنات إغاثة. وقال أحد الرجال الذين ألقي القبض عليهم إنه فعل ذلك لأنه "ليس لديه ما يأكله". كما اكد ناطق باسم الاممالمتحدة أمس ان اصابة واحدة على الاقل بالكوليرا سجلت بين المنكوبين في الفيضانات التي تجتاح باكستان وقالت انها تعزز جهودها لمعالجة الذين يعانون من حالات إسهال حادة في المنطقة.