يطل شهر رمضان المبارك هذا العام - أعاده الله على الجميع - في فصل الصيف وأيّ صيف! اذ ترتفع درجات الحرارة الى حدود 50 درجة مئوية لتمتد بذلك ساعات الصيام متجاوزة الاثنتي عشرة ساعة معرضةً بذلك المصاب بالسكري المعتمد على الإنسولين أو ممن يتناولون الحبوب الخافضة للسكر أو المصابين بمضاعفات السكري المزمنة الى تعكّر حالاتهم بالصوم وذلك بالتعرض لاضطرابات في معدلات السكري هبوطاً وارتفاعاً. وللأسف فإنّه مع كل عام ومع حلول شهر رمضان نلاحظ أنّ أقلية من المصابين بالسكري يصومون بالاستشارة الطبية والأغلبية بدونها! لينتهي بذلك الشهر الفضيل بتقلبات في معدلات السكر على مستوى الفرد مؤثرةً بذلك على نتيجة فحص السكر التراكمي والذي يعمل على قياس نسبة السكر المتراكمة في الجسم والمتحدة مع الهيموغلوبين خلال ثلاثة أشهر سابقة والذي يعتبر ارتفاعه مؤشرا تنبؤيا لحدوث المضاعفات من اعتلالات شبكية العين والكلى والعجز الجنسي، فمن كانت نتيجته جيدة في وقتٍ سابق لرمضان تصبح سيئة والسيئ يصبح أسوأ. إنّ أهمية التحضير لصيام رمضان يكمن في التغيير الحاصل في النظام اليومي بما يشمل من تغيير في نظام النوم والنظام الغذائي والنشاط البدني مما يحتم ضرورة الاستشارة الطبية من أجل تعديل النظام العلاجي والذي يشمل ضبط علاجات السكري والنظام الغذائي بمعرفة السعرات وكمية الحصص والبدائل والأوقات المناسبة لعمل التحاليل المنزلية والنشاطات البدنية بما يتناسب مع روحانية الشهر الفضيل. * التثقيف صحي