استعرض "د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي" الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحكام شهر رمضان، وقال: ينبغي على المسلم أن يعي حقيقة الصيام حق الوعي، وهو الإمساك بنية من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود عن الأكل والشرب والوطء، وكذلك إمساك الجوارح عن المحظورات كالغيبة والنميمة والسب وتأخير الصلوات عن أوقاتها والمرأة كالرجل من حيث الأصل، إلاّ أن المرأة ربما اعتراها بعض الظروف الطارئة المانعة أو المبيحة للفطر مثل: النفاس، والعادة الشهرية، والحمل، والرضاع، وكل ذلك له أحكام معروفة بالضرورة. اما عن القيام في الشهر الفضيل فقد جاء في الحديث الصحيح «من قام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» والقيام يراد به صلاة الليل، كما في قوله تعالى: {ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلًا..، وجاء في آخر السورة: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وذلك من غير الفريضة، والأصل أن هذا القيام يكون في البيت ليكون بعيداً عن الرياء، إلاّ أنه خص قيام رمضان بأدائه في المساجد، وهو مؤكد في حق الرجال، أما النساء فهن مخيرات بين المسجد والبيت، وعلى هذا ينبغي على المرأة أن تحرص على قيام شيء من الليل سواء في رمضان أو غيره ولكن في رمضان أوكد. وحول قراءة القرآن يقول الشيخ الطريقي: شهر رمضان هو شهر القرآن، وينبغي استغلاله بتلاوته وتدبره، وقراءة ما تيسر من كتب التفسير، والمرأة كالرجل ينبغي عليهما أن يربطا بين الصيام وقراءة القرآن، وقد يفهم بعض الناس أن قراءته خاصة بفترة النهار، إلا أن الحقيقة أن الليل بصفته ظرفاً للقيام ينبغي أن يكون له نصيب من القرآن أيضاً، سواء جمع بين الصلاة والقراءة، أو أفرد القراءة من دون صلاة، فالأمر متروك للشخص بحسب نشاطه. وحول المرأة وارتياد المساجد فيجوز ويشرع لها ارتياد المساجد وحضور الجماعات والاستفادة من المحاضرات والخطب والدروس ولكن ينبغي عليها أن تراعي آداب الخروج إلى المسجد، وعليها كذلك أن تنظر في خروجها للمسجد، بحيث لا يكون على حساب واجب أو أمر أهم من صلاة تراويح، مثل رعاية الأطفال أو حق كبير أو معوق فذلك أهم من الصلاة في المسجد، وإذا كان معها أطفال وجودهم يترتب عليه إزعاج الجماعة فإن جلوسها في بيتها وصلاتها فيه أفضل.