يغادر المملكة متوجها الى جمهورية الصين الشعبية صباح اليوم وفد تجاري سعودي برئاسة رئيس مجلس الغرف السعودية الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي في زيارة تستغرق خمسة ايام. يضم الوفد التجاري نحو 40 مشاركاً معظمهم رجال اعمال ومسؤولون من مجلس الغرف السعودية. وأكد امين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان ان زيارة الوفد السعودي تكتسب اهمية خاصة في ظل حرص البلدين على المضي قدماً في تنمية العلاقات والتبادلات التجارية بينهما وبخاصة لجهة ايجاد فرص تصديرية للمنتجات السعودية في الصين. وقال:«بالتعاون المثمر والتفاهم مع اصدقائنا نريد ان نرى منتجاتنا تخترق سور الصين العظيم»، مشيراً الى ان الوفد السعودي يضم ممثلين لكافة القطاعات المنتجة للسلع القابلة للتصدير. وأكد السلطان ان خلق منافذ جديدة للمنتجات الوطنية تمثل استراتيجية ذات اولوية قصوى لمجلس الغرف السعودية الذي يعكف على تنظيم زيارات تجارية مماثلة لاستكشاف الأسواق المناسبة للمنتج السعودي الذي وصفه ب«عالي الجودة وذي قدرات تنافسية جيدة». وقال السلطان إن وفد رجال الأعمال يحمل في اجندته مناقشة سبل فتح قنوات تعامل تجارية جديدة بين الشركات السعودية ونظيراتها الصينية (ومن بينها اقامة الشركة المشتركة الاستثمارية السعودية الصينية برأسمال 20 مليون دولار وفتح مركز للبضائع الصينية في مدينة الرياض او جدة)، وفتح الأسواق الصينية لدخول بعض المنتجات السعودية ذات الميزة النسبية، وتبادل الآراء والمعلومات حول الفرص الاستثمارية في البلدين. وأشار السلطان الى ان الزيارة ستكون فرصة مواتية لعقد الاجتماع الثالث لمجلس الأعمال السعودي الصيني واجتماع اعضاء اللجنة التنفيذية لمناقشة كافة المستجدات وتفعيل المجلس لصالح الأهداف المشتركة للجانبين. ومن بين الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، بحث استقدام العمالة الصينية للمملكة بما يحقق تنويع قوة العمل وبما يخدم الأهداف الإستراتيجية للقطاعين العام والخاص. وأوضح السلطان ان الوفدين السعودي برئاسة الأستاذ عبدالرحمن الجريسي والصيني برئاسة الدكتور وانغ تاو سيعقدون محادثات مكثفة لمناقشة كل القضايا ذات الصلة، كما سيقدم الجانب السعودي عرضين اقتصاديين، الأول عن الاقتصاد السعودي يقدمه مساعد امين مجلس الغرف للشؤون الخارجية المهندس خالد العتيبي، والثاني عن الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية يقدمه المهندس ياسر ياسين. كما سيعقد رجال الأعمال من الجانبين اجتماعات ثنائية لبحث سبل التعاون الاستثماري والتجاري بينهم. ونوه أمين عام مجلس الغرف بالعلاقات المتطورة بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، موضحاً ان الجانبين حققا نجاحا منقطع النظير في دفع التبادلات التجارية لأعلى مستوى في اقل فترة زمنية. وزاد السلطان: «خلال عقد واحد تقريبا للفترة من 1991م الى 2003م زادت مبادلاتنا التجارية من 300 مليون دولار فقط الى ما يزيد عن الست مليارات دولار». ومضى السلطان مستشهداً: «وإذا كانت الأرقام المعلنة تشير الى ان التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ نحو ال 6,3 مليار دولار بنهاية العام الماضي فأننا سوياً نستهدف الوصول لعشرة مليارات دولار خلال السنوات القليلة القادمة. يشار الى ان جمهورية الصين الشعبية التي بلغ ناتجها المحلي نحو 6,45 تريليونات دولار عام 2003م، وبلغ عدد سكانها 1,3 تريليون حسب تقديرات يوليو 2004م، تعتبر من اكثر بلدان العالم نمواً في اقتصادها بمعدل نمو سنوي 9,1٪ في المتوسط.