يقول الله تعالى: أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ «البقرة:184» يمر علينا رمضان مرة واحدة في السنة ونتسارع لفعل الخيرات والفوز برضا الله سبحانه وتعالى... والناس فيه أصحاء معافون ومرضى مبتلون؛ فالصحيح المعافى بفضل من الله يستغل هذه القوة في اكتساب الأجر والثواب من الصيام والقيام والصدقة والبر بشتى أنواعه وكذلك المريض إلا أن تحمّله للصيام أصعب وهو في ذلك مأجور بإذن الله - لذلك أباح الشارع أن يفطر المريض ويقضي عن فطره إذا لبس ثوب العافية والصحة وتماثل للشفاء.... حيث ان الصوم قد يسبب له الضرر فيجب عليه الفطر والله سبحانه وتعالى يحب ان تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمه. ومرضى السرطان بشكل خاص يمرون بظروف صحية صعبة عند تلقيهم للعلاج الكيميائي..حيث انهم يعانون من اعراض في الجهاز الهضمي... كالغثيان والاستفراغ والاسهال وغيره. . فيشق عليهم الصيام، بالاضافة الى انهم يجب عليهم تناول الأدوية الكيماوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد وفي كلتا الحالتين قد يشعرون بالتعب والإرهاق الشديين وكذلك يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل عند البدء والانتهاء من جلسات العلاج الكيماوي خلال اليوم بما يعادل 2-3 لترات في اول 48-72 ساعة بعد العلاج للتخلص من المواد الكيميائية واثرها السلبي على الكلى والمثانة، وكذلك حاجتهم للتغذية الجيدة خلال اليوم حيث يخفض العلاج الكيميائي الاملاح في الجسم. قال الله تعالى في كتابة الكريم (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ) سورة النساء 29 وقوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِالبقرة (195) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لنفسك عليك حقاً” رواه البخاري ومن حقها ألا تضرها مع وجود رخصة الله سبحانه. اما بعد ذلك اذا شعر المريض بقدرته التامة على الصيام بالاضافة الى عدم ظهور اعراض شديدة من العلاج فلا بأس في ذلك. وبالنسبة للمرضى الذين يتلقون علاجا على شكل حبوب بالفم. .ايضاً لايستطيعون الصوم نظراً لان هذه الحبوب يجب ان تؤخذ مرتين باليوم في مدة زمنية محددة (كل 12 ساعة تماماً) حيث ان وقت الافطار يتراوح مابين 9-10 ساعات. اما بالنسبة للسؤال اذا كان العلاج الكيميائي نفسه يفطر (فالحقن عن طريق الوريد في رمضان غير مبطل للصوم، كما أفتى بذلك مجمع الفقه الإسلامي ولكن كما ذكرت ان المريض يشق عليه الصوم في الأيام الأولى من العلاج. أما في حالة العلاج الاشعاعي (الذي هو عبارة عن جلسات اشعة يومية) فيختلف اختلافاً كبيرا على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يحصل لهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية كنتيجة العلاج نفسه فلا يستطيعون الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الاشعة جعل المثانه ممتلئة بشرب كمية من السوائل قبل تلقي العلاج ( لحماية باقي اعضاء الاحشاء الداخلية غير المراد علاجها من تلقي الاشعة) وغيره. وختاماً: أسأل الله العظيم بمنّه وكرمه أن يمنّ على المرضى بالشفاء عاجلاً غير اَجل ويجزل لهم المثوبة والأجر؛ وأن يعيننا على صيام رمضان وقيامه، إنه سميع قريب مجيب الدعوات. * مثقفة صحية لقسم الأورام