خيمت حالة من التوتر والترقب سكان المستعمرات اليهودية على الحدود الشمالية مع لبنان، عقب الاشتباك الذي وقع ظهر امس بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في حادث هو الاخطر من نوعه منذ عدوان تموز 2006 على لبنان. وادعت المصادر الاسرائيلية ان تبادل اطلاق النار بدأ عندما تعرض جنود اسرائيليون كانوا يقومون باعمال دورية روتينية في الجانب الاسرائيلي على الحدود، فتعرضوا لاطلاق نار من قبل الجيش اللبناني". واثر ذلك طلب من سكان المستعمرات اليهودية النزول الى الملاجئ والغرف الامنة، فيما دوت سلسلة من الانفجارات وسمعت زخات من الرصاص وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة، وفقا لما اوردته صحيفة " يديعوت احرونوت" على موقعها الالكتروني. ونقلت الصحيفة عن اسرائيلي يقيم في مستعمرة " كريات شمونة" القول: سمعنا دوي انفجارات وشاهدنا سحب الدخان تتصاعد، وهناك طائرات تحلق في الجو باتجاه لبنان" وقال احد مستوطني المطلة : سمعت اطلاق نار كثيف عند الساعة 12:25، ودوت انفجارات مرافقة مع زخات من الرصاص حتى الواحدة، وبالامكان رؤية اعمدة الدخان على طول الحدود من " كفار غيلعادي" وحت " مسغاف عام". وقال اخر انه سمع على الاقل 15 انفجارا وبعضها كان قريبا. وتحدث رئيس بلدية "كريات شمونة" في اصبع الجليل نسيم مالكا عن مشاعر من القلق والارتباك في صفوف الاسرائيليين، مشيرا الى ان العديد من الاباء اسرعوا لاخذ اطفالهم من حوض السباحة، فيما واصل اتصالاته مع الجهات المسؤولة في قيادة المنطقة الشمالية، واعطى توجيهات برفع حالة التأهب في وحدات الطوارئ تحسبا لأي طارئ. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من تنبؤ محلل اسرائيلي باحتمالات مواجهة مع لبنان، على غرار ما حدث خلال الايام الاخيرة على جبهة الجنوب، من اطلاق صواريخ على عسقلان ومستعمرات النقب، والغارات التي شنتها المقاتلات الاسرائيلية على قطاع غزة. جندي أندونيسي ضمن قوات يونيفيل في لبنان يلوح بعلم الأممالمتحدة لجنود إسرائيليين عبر الحدود في محاولة لتهدئة الوضع قبل اندلاع الاشتباكات على طول الحدود قرب قرية العديسة في جنوب لبنان (أ.ف.ب) وقال المحلل الاسرائيلي امير اورون امس الاثنين في مقال له في صحيفة "هارتس"، بعنوان " حرب لبنان الثالثة... تصور أميركي" :" من شأن هذا ان يحصل في لبنان أيضا، هذه المرة بسبب العلاقات الحساسة في مثلث سوريا – لبنان – حزب الله، مع توثق الطوق حول الشبهات باغتيال رفيق الحريري. واشار اورون الى مذكرة تخطيط طوارئ نشرها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، بقلم دانييل كيرتسر، السفير الاميركي السابق في مصر وفي إسرائيل، وكانت بعنوان "حرب لبنان الثالثة". وقال اورون معقبا على تسمية الحرب القادمة (الثالثة):" هذا خطأ شائع. في صيف 2006 لم تقع سوى معركة واحدة من بين معارك كثيرة، ربما الثامنة، في حرب لبنان المتواصلة منذ أربعين سنة.. واضاف: حرب أم مجرد معركة، يسعى كيرتسر الى الاستعداد للعرض القادم، الذي برأيه كفيل بأن ينشأ (باحتمالية متدنية) بمبادرة حزب الله أو (معقول أكثر) حسب قرار اسرائيل، الذي سيتخذ في السياق الايراني. وستنتظر اسرائيل فرصة عملياتية للعمل في لبنان، او ضد مواقع التدريب والتخزين لصواريخ ارض - ارض بعيدة المدى، او صواريخ ارض – جو مخصصة لحزب الله ولكن توجد في سوريا. الحملة ستؤدي الى تآكل القدرة الصاروخية لحزب الله، لمنع ايران من تسديد الضربة الثانية ضد اسرائيل، او تستخدم "كمحفز وغطاء" لهجوم على المنشآت النووية في ايران.