قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس إن لجنة التحقيق التي أنشأتها إسرائيل بهدف التحقيق في الهجوم الإسرائيلي على السفن التي كانت محملة بمساعدات إلى سكان قطاع غزة في نهاية الشهر الماضي لا تستجيب بأي حال من الأحوال إلى المواصفات التي اشترطها مجلس الأمن الدولي ومنها أن تقوم هذه اللجنة بتحقيق " سريع ومحايد وذي مصداقية وشفاف". وأكد على ذلك لدى خروجه أمس الاثنين من قصر الإيليزيه حيث أجرى محادثات مطولة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال عباس أيضا إنه طلب مجددا من الرئيس الفرنسي العمل مع قادة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على الضغط على إسرائيل لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة. وبشأن المساعي الفرنسية الأمريكية لمحاولة عقد مؤتمر دولي في الخريف المقبل حول الوضع في الشرق الأوسط وسبل إعادة الحيوية إلى العملية السلمية الشرق أوسطية المتعثرة ، قال محمود عباس إنه شدد أمام الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يحرك الملف بشكل فاعل وواعد مضيفا أنه لابد من وقفة في حال استمرار الجمود للنظر في أسبابه ومسبباته . وأكد عباس أن إسرائيل ظلت دوما تعرقل كل الخطوات الجادة لتحريك العملية السلمية الشرق أوسطية. وكان محمود عباس قبل لقائه مع الرئيس الفرنسي قد شارك مع برتران دولانويه عمدة باريس في تدشين ساحة تحمل اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في العاصمة الفرنسية. من جانبها اكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان قرار الحكومة الاسرائيلية تشكيل لجنة للتحقيق في العدوان الوحشي على أسطول الحرية "هو تهرب مباشر وواضح من الضغط الدولي" الذي يطالب بتشكيل لجنة دولية. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس ان "رفض اسرائيل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مجزرة الحرية هو ادانة ذاتية لحكومة الاحتلال (...) وتهرب اسرائيلي مباشر وواضح من حالة الضغط الدولي الرسمي المطالب بتشكيل لجنة دولية". واكد ان تشكيل لجنة اسرائيلية يهدف الى "التغطية على هذه الجريمة التي فضحت حكومة الاحتلال الاسرائيلي". وقال برهوم "نحن في حماس نؤيد الجهود الدولية الرسمية والحقوقية والمؤسساتية في تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة ارتكبها العدو الصهيوني في حق المتضامنين مع قطاع غزة في عرض البحر". واكد ضرورة "عدم إعطاء اي صدقية او أي شرعية من أي طرف لهذه اللجنة الاسرائيلية".