خمسة أعوام مضت على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حدث خلالها تحولات كبرى في الاقتصاد السعودي وأصبحت المملكة على خارطة كبريات الدول في العالم لمكانتها الاقتصادية وثقلها السياسي والديني ، وتعد هذه المرحلة من بين أفضل المراحل في المملكة العربية السعودية فشهدت خلالها إقرار أكبر ميزانيات في تاريخها بدأت من عام (البيعة 2006 ) بميزانية مقدارها 335 مليار ريال ، وكانت وقتها أكبر ميزانية في تاريخ المملكة ثم ارتفعت كل عام على حدة مسجلة أيضا أكبر ميزانية على مدار الخمس سنوات الماضية حتى قدرت ميزانية العام الحالي 2010 ب 540 مليار ريال ، أي زادت ميزانية هذا العام بنحو 40% مقارنة بميزانية 2006 ، مما يدل على أن الخمس سنوات هم أعوام رخاء ونستطيع أن نطلق عليهم خمس سنوات مثمرات. وعلى مدار الخمس سنوات من البيعة كان العنصر البشري هو الأول على قائمة أولويات موازنات المملكة من خلال تخصيص حوالي 50% للتعليم وتأهيل الكوادر البشرية ، وكذلك صحة ورعاية الإنسان على الأرض السعودية ، بالإضافة إلى توفير المياه وشبكات الصرف الصحي للمواقع التي يسكنها، ويستفيد منها، فأقر خادم الحرمين الشريفين إنشاء عشرات الجامعات ، وبناء مئات المدارس ، والمنشآت التعليمية والتدريبية ، وكذلك ابتعاث أكثر من 80 ألف سعودي وسعودية للتعلم في الخارج على نفقة الدولة من مختلف مدن ومناطق المملكة ، مع إقامة عشرات المستشفيات والمجمعات الطبية ومئات المراكز الصحية ، مع المدن بشبكات الطرق والمياه والصرف الصحي وغيرها من المشروعات التي تلبي احتياجات الإنسان على أرض المملكة . وقد استطاعت رؤية وحكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن تضع المملكة في مصاف الدول الكبرى، لتكون عضوا رئيسيا في مجموعة العشرين لمواجهة الأزمة المالية العالمية ، وكان للمملكة رؤيتها ووجهت نظرها في هذه الأزمة ، ولا نستطيع أن نغفل الدور والثقل السياسي للمملكة على مدار السنوات الماضية على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية ، من خلال النهج الواضح لسياسة المملكة وموقفها المعتدل في كافة القضايا، فضلا عن موقعها ومكانتها الدينية حيث تتشرف المملكة بوجود الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة فهما مقصد أكثر من 1,3 تريليون مسلم في العالم، وتقدم لجميع الزوار والمعتمرين والحجاج كافة سبل الراحة التي تسهم في أداء النسك دون عناء أو جهد كبير. إن ما يحدث في المملكة من نهضة شاملة في الداخل، ووجود وزن وثقل سياسي واقتصادي وديني في الخارج انعكس إيجابا على المواطن السعودي أثناء سفره وتواجده خارج البلاد حيث يتمتع بتقدير واحترام من الجميع تقديرا لدور المملكة على كافة الأصعدة، كما أن المملكة تعد من الدول القلائل التي تهتم بأبنائها خارج محيط الوطن، وترعى مصالحهم وتتابع قضاياهم عبر ممثلياتها في الخارج المنتشرة في معظم دول العالم، حيث تقدم لهم كافة الخدمات ومختلف أنواع الدعم في كافة القضايا التي يتعرضون لها في أي موقع. فالجميع يرى أن السياسة الداخلية والخارجية التي ينتهجها المليك وحكومته الرشيدة تسير على الطريق الصحيح حيث تهدف في الداخل إلى المزيد من الرفاهية للمواطن السعودي، أما في الخارج فهي للتأكيد على مكانة وثقل المملكة بين مختلف دول العالم. * رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للعود