كيمياء "بدر بن عبدالمحسن" ستظل لغزا محيرا، يصعب علينا حلها أو فك رموزه، فالبدر سواء أكان شاعرا أو فنانا، يأسرك بإبداعه الذي لا تستطيع أن تقول بأنه ليس شعراً أو فناً. شعره مخزون ثقافي ولغوي وأيضا فكري؛ عند قراءتك لقصائده تتفتح أزاهير الحياة والأمل والعشق فتبدو أنت "الشاعر" لتروي قصتك من خلال كلماته. ورسوماته لا تختلف عن دهشة شعره؛ بل أكاد أجزم أنها أصدق وأقوى، فمعها تعيش لحظات الخيال والتفكير والتعبير عما بداخلك لتنتقل عبر ألوانه نحو آفاق أوسع من الحياة تستعيد أجمل الذكريات والامنيات. أعمال البدر التشكيلية تكشف جوانب مهمة في شخصيته الإنسانية المرتبطة بالكلمة والطبيعة وقبل كل شيء الإنسان.. ولعل معرض البدر التشكيلي الذي قدمه في الرياض مؤخراً- واستمر مدة يومين - تتجلى فيه روح البدر الفنية بألوانه السيزانية، وتعابيره الفان جوخية؛ هو القائل: (لو أن لديك معدنين، أحدهما صفيح والآخر " ذهب"، وأعطيت الفنان بيكاسو " الصفيح" وأعطيت "الذهب" لفنان سيئ ليعملا عملاً جمالياً، فالنتيجة أن "الصفيح" سيساوي أضعاف " الذهب" من ناحية القيمة الفنية). البدر لا يحتاج إلى"صفيح" كي يثبت لنا قيمة أعماله الفنية والفكرية، فيكفي أنه لو أعطي ورقة بيضاء لحولها إلى قصائد مرسومة، وإن كان ثمن الورقة بخسا فمع البدر بقيمتها الفكرية مؤكد أنها ستكون أعلى وأغلى من أي "ذهب". أخيراً.. هاهو "الفنان" يهمس للبدر " الشاعر".. بكل الحب قائلاً: إن يومين لزيارة معرضك مقارنة مع تواجد كشاعر سواء في الأغنيات أو الأمسيات أوالدواوين؛ قليلة بل تكاد لا تذكر؟ خصوصا أن ممارستك للرسم بدأ منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية وقبل كتابتك الشعر. فمتى نمضي إلى "ومض" فنونك بشكل دائم؟ فقراءة ألوان إبداعاتك، لن تفيها يوم أو يومان أو حتى شهر، بل تحتاج لمتحف دائم نحاول عبره الوصول لفك ولو جزء بسيط من سر صيرورة إبداعك.