أعلن مسؤول إيراني امس ان بلاده تتجه لخفض علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد قرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب ملفها النووي . ونسبت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية الى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي قوله ان المجلس سيبدأ الأحد المقبل بوضع مسودة لائحة مستعجلة لخفض علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصف بروجردي قرار العقوبات الجديد بأنه "سياسي وغير قانوني ومرفوض". كما انتقدت إيران دعوة الاتحاد الأوروبي الى مواصلة المفاوضات معها ،في الوقت الذي وافق فيه الاتحاد على العقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي على طهران. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ( ارنا ) الى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست قوله في إشارة الى قرار العقوبات واقتراح الاتحاد الأوروبي استمرار المحادثات مع إيران،" ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى ان المسار المزدوج الذي تعتمده الدول الغربية، توجه خاطئ". وكانت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ?اثرين اشتون أعلنت أمس في بيان أصدرته بعد التصويت على قرار العقوبات في مجلس الأمن "ان التصويت على قرار فرض العقوبات ليس نهاية الطريق أو نهاية اللعبة، انما جزء من المسار المزدوج ،ونأمل ان تؤدي الى إجراء المحادثات".واقترحت اشتون إجراء محادثات مع المفاوض النووي الإيراني في "أسرع وقت ممكن". وقال مهمان برست " الشعب الإيراني يعتقد ان مثل هذه التوجهات والسياسات المزدوجة، لن تكون فاعلة". وأضاف ان قرار العقوبات "إجراء خاطئ وغير قانوني".وأضاف ان من شأن هذه القرارات "ان تؤدي الى إهدار الفرص المتاحة لتسوية الأزمات السائدة". من جانبه انتقد حزب الله قرار الحكومة اللبنانية الامتناع عن التصويت على العقوبات التي اقرها مجلس الامن الدولي الاربعاء ضد ايران، معتبرا ان القرار الدولي "جائر ومجحف". وقال حزب الله في بيان وزعه فجر أمس، انه كان يأمل في ان يعكس موقف لبنان "صورة اكثر بهاء وقوة وتعبيرا عن قدرة اللبنانيين على التوافق، خصوصا ازاء رفض التجني والظلم اللذين ذاق لبنان مرارتهما طويلا". واعتبر ان التاريخ "سيسجل الموقف المنصف لتركيا والبرازيل الرافض لفرض عقوبات جديدة ضد ايران، ولن تستطيع الدول التي صوتت مع القرار ايجاد التفسير المقنع للبشرية حاضرا ومستقبلا". من جهته وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عقوبات الاممالمتحدة ضد ايران بسبب برنامجها النووي بأنها "خطأ" وقال ان تركيا والبرازيل ستواصلان البحث عن حل دبلوماسي للأزمة. أما الصين فقد جددت أمس التأكيد على المفاوضات والحوار كوسيلة لحل الملف النووي الإيراني. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ قوله ان المسار الصحيح لتسوية المشكلة النووية الإيرانية هو حل يهدئ مخاوف جميع الأطراف من خلال الحوار والمفاوضات. وقال تشين "الصين تؤمن دائما بان الطريق الصحيح لعلاج القضية النووية الإيرانية هو من خلال الحوار والمفاوضات ،وباقي الوسائل الدبلوماسية من أجل التوصل الى حل يهدئ من مخاوف جميع الأطراف". وأضاف ان اعتبارات الصين في معالجة القضية تهدف الى الحفاظ على سلامة الآلية الدولية لمنع الانتشار النووي ، وحماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، مشيرا الى ان بيجينغ تدعم إستراتيجية المسار المزدوج في حل هذه القضية. وقال تشين ان القرار الجديد ،والبيان المشترك لوزراء خارجية الدول الست (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا )يعربان عن مخاوف المجتمع الدولي إزاء القضية النووية الإيرانية ، معربا عن أمله في حل القضية من خلال المفاوضات الدبلوماسية في وقت مبكر. وفي اسرائيل رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقرار مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب ملفها النووي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة امس عن نتنياهو قوله ان هذا القرار يوضح لطهران أن الدول الكبرى تعارض مشروعها النووي، وترى أن أكبر خطر على السلام في العالم هو وجود أسلحة خطرة لدى أنظمة حكم خطرة. وأعرب نتنياهو عن أمله في أن "تتبع هذه الخطوة الإيجابية خطوات صارمة أخرى بما في ذلك فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني".