الكلمات المناسبة، للفرقة المناسبة، وبالصوت المناسب، هذا هو المظهر المبدئي لهذا العمل الذي توجت به فرقة "ذا هو" الانجليزية آخر ألبوماتها "إنه لصعب" عام 1982م، والتي ابتدأت مع "جيلي" عام 1965م، قبل أن يقرروا العودة بألبوم "الأسلاك اللا منتهية" عام 2006م. وعلى الرغم من أن كيث مون غادر الفرقة والعالم قبل هذا العمل بأربع سنوات، إلا أن أثره انحصر على الألبوم دون هذه الأغنية، وهو ما حدا بمغني الفرقة الرئيسي "روجر دالتري" لأن يتحدث في إحدى المقابلات عن شعوره بأنها "العمل الوحيد من الألبوم الذي يستحق الإطلاق"، لذا ظلت هي الأغنية الوحيدة التي تغنيها الفرقة على مسارح الجولات الفنية التي تقوم بها، والتي كان آخرها في عام 2008م. تبتدئ الأغنية بتسجيل صوتي لنقرات مكررة على الطبول، يليها عزف فعلي رتيب ومتوتر بلحن منتظم على الكيبورد، في مساحة ثمان وثلاثين ثانية، تعمل كخلفية سمعية للحن رئيسي يبتدئ كعادة أعمال الروك بالطبول، ولكن بتوافق مدهش مع الجيتار الرئيسي دون أي مساحة حقيقية للجيتار المساعد، إلا قبل دخول الكلمات والتي جاءت في وقت متأخر مما جعلها مقدمة متميزة لهذا العمل وفي تلك الحقبة بالذات. دقيقتان إلا خمس دقائق يستغرقها العزف الحي، ليدخل صوت "بِيت تاونزيند" عازف الجيتار الرئيسي والمغني الجانبي وكاتب كلمات أغاني فرقة "ذا هو". "تاونزيند" يبدأ بسرد عدد من الحوادث والأفعال التي تحيط بنا بشكل يومي، لكننا مع ذلك ننساها، ننسى أن نتخفى خلف أقنعة صنعناها لأنفسنا، إنها تلبس تحت شكل أو مظهر يطلق عليه "تاونزيند" واجهة التميز أو الترفع، يلبس من أجل القتل، وهو قتل لا نعلم من هو ضحيته، لكن الدلالة المبطنة كافية لإعطاء الجواب. "تاونزيند" قدم لهذه الأغنية في جولة الألبوم الحية قائلاً "هذه الأغنية تتحدث عما يمكن أن يحدث عندما تضع كثيراً من البودرة البيضاء" في إشارة رمزية مستعارة لمساحيق الوجه التي تختفي خلفها أحياناً الملامح الحقيقية للمشاهير من الجنسين. إنها كلمات لعمل موسيقي من طراز عال في وقت برزت فيه قشور الأغنية الغربية بالظهور، فليس بعد الصعود والوصول إلى القمة سوى الانهيار حتى ولو كان طويل الأمد. أحد الملامح البارزة لهذه الأغنية هو تطابق بنية اللحن وتقسيمه مع كلمات القصيدة الغنائية، حيث تتركب الصورة الذهنية لتراكم كم المتع التي يتخفى خلفها سمو سيل المشاهير المتلاطم، الذي يبدو متنافراً في تركيبته الاجتماعية مثل تنافر نقرات الكيبورد في الأغنية. ظهرت الأغنية في العديد من المسلسلات التلفزيونية الأمريكية مثل "ميامي فايس"، "إنتورايج"، والأفلام مثل "لو أبيدينج سيتزن"، وحتى ألعاب الفيديو مثل "غراند ثيفت أوتو: سان أندريس"، ناهيك عن بعض البرامج التلفزيونية حول العالم التي جعلت مقدمة لها. كما أنها حققت مراتب متقدمة في قوائم الأفضل سواء ببريطانيا أو أمريكا، كما أنها من ضمن مجموعة الرولينغ ستون لأفضل خمسمئة عمل على مر التاريخ.