أكد الدكتور عبدالله الدباغ الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية"معادن" أن السعودية منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهدت تطوراً استراتيجياً في سياسة تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كسلعة أساسية، ومن الشواهد على ذلك إنشاء المدن الاقتصادية وإقرار الإستراتيجية الصناعية وفتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي وضخ مليارات الدولارات على البنى التحتية التي تدعم التنمية بشكل عام وغيرها. وقال الدباغ في ذكرى البيعة الخامسة أن" صناعة التعدين كان لها نصيب وافر من الاهتمام لتكون واحدة من أهم مصادر الدخل للمملكة وينتظرها مستقبل مشرق بإذن الله تعالى". وتابع بقوله، أن وزارة البترول والثروة المعدنية قامت بوضع إستراتيجية واضحة ومحددة المعالم لإرساء القواعد الضرورية والمؤسسية لتطوير ودفع صناعة التعدين لتكون رافدا للصناعة المحلية وتساهم في تنمية الوطن وتوفير فرص العمل ، كما أن أعمال البنى التحتية لقيام صناعة تعدينية بدأت تظهر على أرض الواقع ومنها بدء التشغيل التجريبي لميناء راس الزور في أغسطس القادم، وأيضا تشغيل قطار الشمال الذي يستهدف نقل المعادن من حزم الجلاميد إلى راس الزور، حيث مصانع الفوسفات والالمنيوم،مما ينبئ بقيام صناعة عملاقة هو تخصيص رأس الزور كمنطقة لصناعة التعدين تديرها الهيئة الملكية للجبيل وينبع صاحبة التجربة الرائدة في إدارة المدن الاقتصادية. إحدى نقاط العبور لخط السكة الحديدية وفي الحديث الذي اختص به الدباغ"الرياض الاقتصادي" استعرض دعم الحكومة للقطاعات الاقتصادية عامة وشركة "معادن" خاصة والذي يمكن وصفه بتأسيس عهد جديد من الصناعات المتكاملة وتوطين التقنيات الحديثة وتوسيع خريطة الدخل الاقتصادي بدعم وتوجيهات من الملك عبدالله،حيث سبق أن تم توقيع اتفاقية في أكتوبر الماضي بين شركة معادن والشركة السعودية للكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه لإنشاء محطة مشتركة لتوليد الكهرباء بطاقة 2400 ميغاواط وإنتاج للمياه المحلاة بطاقة 1.025 مليون متر مكعب يوميا، حيث ستساهم هذه الاتفاقية في تعزيز اقتصاديات المشروع المدمج من خلال رفع الطاقة الإنتاجية وخفض تكلفة البنية التحتية وتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة. و من جانب آخر حرصت المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية،وكان اختيار شركة "الكوا الأمريكية" دور قوي في قيام صناعة للالمنيوم على مستوى عال من خلال الاستفادة من بنية تحتية متمثلة بمنطقة رأس الزور المخصصة للصناعات التعدينية أو سكك الحديد بالإضافة إلى وجود المواد الخام والطاقة. وعلق الدباغ بقوله، أن ذلك سيسمح لشركة "معادن"بالإفادة من تجربة وخبرة شركة "الكوا الأميركية" في هذا القطاع الهام بالتأسيس لصناعة جديدة متكاملة من المنجم إلى المنتج في منطقة الشرق الأوسط. كما لفت الدباغ إلى مشروع خط السكة الحديد التي تربط رأس الزور بالزبيرة (شرق)، وحزم الجلاميد (شمال) والذي يعتبر من أهم القرارات التي اتخذتها الحكومة لدعم قطاع التعدين، وذلك لنقل المعادن على خط بطول 1500 كيلو متر وقال"إن خط التشغيل مهم جدا لصناعة التعدين فهو يوفر الوقت من خلال السرعة في نقل المواد من حزم الجلاميد وهي موقع المواد الخام إلى رأس الزور وهي منطقة التصنيع والإنتاج، كما سيساهم بخفض تكلفة النقل من جهة ورفع درجة الأمان من جهة أخرى.