يبدو أن شعور حارس مرمى الهلال الدولي السابق محمد الدعيع بعدم حاجة فريقه اليه في الموسم المقبل،قد دفعه للاعتذار عن السفر مع الفريق للمعسكر المزمع اقامته في اوروبا استعدادا للموسم الجديد والتلويح بالاعتزال. ويظهر ان التجاهل الذي كان يجده الحارس العملاق من مدرب فريقه البلجيكي جيرتس في الموسم المنتهي ومن بعض اعضاء الجهاز الفني، كان من ضمن العوامل التي جعلته يتوصل لهذا القرار الخطير. عندما يجد حارس كبير كالدعيع نفسه خارج تشكيلة فريقه الاساسية في عدد كبير من المباريات التنافسية رغم جاهزيته من كل النواحي، فان ذلك من شأنه ان يؤثر على معنوياته ويحدث ردة فعل قوية لديه. الخطوة التي اقدم عليها الدعيع، لم تشكل أي مفاجأة لاحد ، بل كانت متوقعة في ظل الظروف التي احاطت بمسيرته مع الفريق في الموسم الماضي واستبعاده عن المشاركة في بعض المباريات المهمة. ولكي لا يفقد الهلال حارسا بمواصفات الدعيع في هذا الوقت الذي يحتاجه فريقه ، نأمل من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومدير الفريق سامي الجابر ان يلزماه بمواصلة نشاطه ويقنعاه بالعدول عن قراره . فالدعيع الذي يتميز بالخبرة ولديه الرغبة في الاستمرار، ويملك كل مقومات القيادة ويحرص على اداء تمارينه في وقتها ،لا زال قادرا على العطاء بنفس القوة والحماس ولموسمين آخرين. لذلك فان انحيازنا له ولاستمراره ، ورفضنا لقرار ابتعاده ، نابع من ثقتنا فيه وفي امكاناته الفنية العالية وقدرته على قيادة الفريق الازرق في المرحلة المقبلة من دوري ابطال اسيا حتى الفوز بلقبها. الدعيع ثروة قومية ينبغي ان نحافظ عليها وعلى استمرارها في الملاعب لاطول فترة ممكنة ، وان نستفيد من الخبرات الهائلة التي يكتنزها ، كما يجب ان نمنحه الثقة والاحترام ، فأمثاله قد لا يتكررون الا بعد سنوات طويلة. الاستقالة التي اعلنها مدير الفريق النصراوي سليمان القريني عبر برنامج تلفزيوني وعلى الهواء مباشرة ، قبل ان يقدمها لرئيس النادي ، تشير الى وجود خلل اداري داخل البيت الاصفر . لكن ذلك لم يكن مبررا لكي يسارع هذا المسؤول الى التصرف بذلك الشكل الذي لم نألفه من قبل. معالجة المشاكل الداخلية للأندية يجب ان تتم داخل جدرانه ، لا عبر الفضائيات او المجالس العامة والخاصة. حقق المنتخب السعودي الكروي مكاسب كبيرة وهائلة خلال معسكره الذي ختمه الاسبوع الماضي بالنمسا ولعب خلاله عددا من المباريات كان ابرزها مع منتخبي نيجيريا واسبانيا. تنفيذ مثل هذه المعسكرات من وقت لآخر، واللعب مع منتخبات كبيرة ، يتيح الفرصة للجهاز الفني لاكتشاف المزيد من قدرات وامكانات عناصره، ويسهم كذلك في تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم. لكننا نأمل الا يتعارض ذلك مع اعداد فرق الاندية خاصة تلك التي لديها استحقاقات خارجية وتحتاج الى لاعبيها في كل الأوقات.