الأحساء بأصالتها وعراقتها الضاربة في أعماق التاريخ اتخذت شخصية فريدة بين مناطق المملكة، حيث عاصرت حضارات وكانت مركزاً للاستقرار البشري والحضاري لفترات طويلة للعديد من الشعوب والأجناس المختلفة. وتعد الأحساء قاعدة الساحل الشرقي للجزيرة العربية فيما مضى, واحتلت فيها مدينة الهفوف مكانة كبيرة، وأصبحت مقراً تجارياً لوسط الجزيرة العربية ولإمارات الخليج؛ بسبب الدور البارز الذي لعبه ميناء العقير كونه المنفذ المائي الوحيد للأحساء, فجعل من الهفوف مركزاً للتجارة, لذا فإن الهفوف تتميز بأسواقها التجارية المتعددة سواء الثابتة منها أو المتنقلة. ومن أبرز هذه الأسواق (سوق الخميس) الذي يعد من أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة, وهو من أكثر الأسواق المتنقلة عراقة في الأحساء، ومكاناً لعرض المنتجات المصنعة محلياً خلال الأسبوع، أو التي يتم استيرادها من خارج المملكة كدول الخليج العربية والعراق وإيران والهند وباكستان، ويتم عرضها في مكان واحد وزمن واحد هو "سوق الخميس"، فيشكل بذلك معلماً اقتصادياً من معالم الأحساء, حيث يصل عدد الباعة فيه من 300 – 500 بائع من رجال و نساء وصغار السن لمختلف البضائع والسلع. ومن أبرز السلع المتواجدة فيه التمور والأرز والقمح والبرسيم والموالح والخضار والفواكه والصناعات الحرفية المهمة، كصناعة النسيج والمشالح والأقمشة والطواقي والغزل والصوف، والصناعات المعتمدة على منتجات النخيل من دبس والسلوق وهو عبارة عن بلح مسلوق ومجفف، والأقفاص والحصر وأواني الخوص والسعف مثل القرطلة والقفة والسرود والمنسف، وكذلك المنتجات الحيوانية من إقط ودهن وجلود مدبوغة والسمك الصغير المجفف (الحساس)، إضافة إلى صناعة الجص والفخار بمختلف إشكالة وتصميماتة والأواني النحاسية والأدوات الزراعية كالمحاش والمناجل والساطور و العقفة وغيرها، كذلك يحوي هذا السوق على جانب لبيع وتجارة الطيور بأنواعها. ويتوافد إلى السوق أهالي القرى والمدن والهجر وبعض مواطني مجلس التعاون الخليجي، والأجانب والمقيمين من مختلف الجنسيات، إضافة إلى التجار من مختلف المناطق. ويشغل هذا السوق مكانة اجتماعية مهمة، حيث يتسوق فيه أهالي القرى والهجر، ثم يتزاورون مع أقاربهم ومعارفهم في مدينتي الهفوف والمبرز، كما يمتزج في وسط السوق مختلف الثقافات والجنسيات والحضارات.