عمت المسيرات الجماهيرية امس كافة ارجاء الضفة الغربية بدعوة من اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، تضامنا مع "احرار اسطول الحرية" واستنكارا للمجزرة البشعة التي اقترفتها قوات الاحتلال بحقهم وقتلها تسعة متضامنين كلهم من الاتراك واصابة العديد بجراح. وخصصت خطبة الجمعة في مساجد الضفة الغربية بما فيها القدس للحديث عن المجزرة الاسرائيلية بحق اسطول الحرية، والوقفة البطولية للمتضامنين من عشرات الدول لا سيما تركيا، مع الشعب الفلسطيني وابنائه المحاصرين في قطاع غزة. كما اقيمت صلاة الغائب على ارواح "شهداء الحرية"، الذين دفعوا حياتهم ثمنا لكسر الحصار عن غزة. في غضون ذلك، شهد عدد من احياء مدينة القدس مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال التي حاولت منع المواطنين من اداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى، لا سيما قرب باب المجلس، حيث اشتبك المصلون مع جنود الاحتلال الذين انهالوا عليهم بالضرب بالهراوات واعقاب البنادق، وفقا لما ذكرته مصادر مقدسية ل"الرياض". وقد تحولت مدينة القدس الى ثكنة عسكرية منذ ساعات الصباح، وفرضت قوات الاحتلال تدابير واجراءات مشددة عمت مختلف ارجاء المدينة لا سيما في محيط البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد الاقصى في محاولة لمنع تنظيم اي فعاليات احتجاجية استنكارا لمجزرة اسطول الحرية. وقيدت قوات الاحتلال وصول المصلين الى المسجد الاقصى بمن تزيد اعمارهم على 40 عاما من الرجال حملة الهوية الزرقاء، بزعم وجود معلومات استخبارية لديها عن "نية مجموعات من الشبان القيام باعمال شغب بعد صلاة الجمعة". الى ذلك ، انطلقت المسيرات عقب صلاة الجمعة في قرى بلعين، نعلين، المعصرة، النبي صالح، قرى اللطرون (بيت نوبا)، ودير الغصون، وشارع الشهداء في الخليل، حيث رفع المشاركون علم فلسطين واعلام الدول المشاركة في اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة وبشكل خاص العلم التركي. وسرعان ما تحولت المسيرات الى ساحات مواجهة مع قوات الاحتلال التي لم تتأخر كعادتها- في الاعتداء على المشاركين بالرصاص وقنابل الصوت والغاز ما ادى الى اصابة العشرات باعيرة معدنية وحالات اختناق. ورفع المشاركون في المسيرة الشعبية في قرية نعلين غرب رام الله مجسما لسفينة "مرمرة" التركية التي كانت ضمن الاسطول، ورفع عليها علم تركيا، وصور شهداء نعلين الذين استشهدوا دفاعا عن أرضهم ، ورددوا هتافات تدعو إلى الاستمرار في المقاومة السلمية وانهاء الانقسام الفلسطيني. وفي قرية بلعين المجاورة، حمل المشاركون في المسيرة الاسبوعية مجسما لسفينة "كسر الحصار" ورفعوا عليها اعلام 45 دولة تمثل المتضامنين المشاركين في اسطول الحرية، غير ان قوات الاحتلال بادرت بالاعتداء على المشاركين بمختلف وسائل القمع واصابت العديد بضمنهم النائب مصطفى البرغوثي ومصوران صحافيان يعملان لصالح تلفزيون فلسطين والتلفزيون النرويجي. وذكرت مصادر اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين ان قوات الاحتلال اختطفت جريحا من داخل سيارة اسعاف وانهالت عليه بالضرب المبرح. ودعا البرغوثي تركيا وكل المتضامنين لكسر الحصار ليس عن غزة فحسب وانما ايضا عن الضفة الغربية وازالة جدار الفصل العنصري، معتبرا التظاهرات التي خرجت في مختلف مناطق الضفة نموذجا لتضافر المقاومة الشعبية مع حركة التضامن الدولية لفرض المقاطعة والعقوبات على اسرائيل. وأكدت اللجان الشعبية في بيان لها، أن هذه الفعاليات تأتي كرد فعل طبيعي ووفاء لدماء الشهداء وتقديرا لجهود الوفود المشاركة في أسطول كسر الحصار عن قطاع غزة. ودعت للعمل مع الشركاء الدوليين لعزل حكومة الاحتلال والزامها بالقوانين الدولية لإنهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. الى ذلك دهمت قوة من شرطة الاحتلال مساء أمس الخميس مقر نادي بيت حنينا شمال القدس، وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته، وتركت للقائمين عليه قرارا باخلائه، دون معرفة الاسباب. يذكر ان نادي بيت حنينا تأسس في العام 1964 أي قبل احتلال شرق المدينة، وهو يعتبر المتنفس الوحيد لأكثر من 70 ألف مواطن من مناطق شعفاط وبيت حنينا وضاحية نسيبة والأحياء المجاورة. وفي نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة الليلة الماضية بين المواطنين وقوات الاحتلال التي وفرت الامن لعصابات المستوطنين الذين اقتحموا مقام يوسف شرق المدينة واقاموا طقوسا تلمودية بداخله. وذكرت مصادر مطلعة في نابلس ان مئات المستوطنين اقتحموا مقام يوسف القريب من مخيم بلاطة، فيما تصدى لهم الشبان ورشقوهم بالحجارة فيما ردت قوات الاحتلال باطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز باتجاه المواطنين.