قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج امس ان تركيا قد تحد من علاقتها باسرائيل "الى ادنى حد" بعد الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس اسرائيلية على سفينة مساعدات تركية متجهة الى غزة. وقال ارينج لقناة (ان.تي.في) الاخبارية ان تركيا عاكفة على "تقييم الاتفاقات مع اسرائيل" في أوضح اشارة حتى الان على ان أنقرة قد تقلص علاقتها الى حد كبير مع اسرائيل حليفتها في يوم ما بعد الهجوم الذي وقع يوم الاثنين. وأشار إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي أبرمت مع إسرائيل وأنها مطروحة للنقاش في الوقت الحالي. وقال في مقابلة مع القناة "نحن جادون بشأن هذا الامر. "قد نعتزم تقليل علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الادنى لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور والقول إننا حذفنا اسمكم تماما فإن ذلك ليس من عادة بلدنا." وقال ارينج "تدير الولاياتالمتحدة ظهرها إلى إسرائيل وتشعر إنه يجب عليها ذلك وحتى روسيا أدارت ظهرها لاسرائيل. إن المجتمع الذي يعيش حبيسا للخوف لا يمكنه أن ينمو." الى ذلك أفادت تقارير إعلامية تركية امس بأن مدعيا تركيا بدأ في جمع أدلة قد تقود إلى رفع قضية على مسؤولين إسرائيليين في أعقاب الهجوم. وأوضحت التقارير أن مدعيا في مدينة اسطنبول بدأ في تجميع شهادات وأدلة من الأتراك الذين عادوا من إسرائيل لكي يبت في مسألة ما إذا كان يتعين لتركيا أن ترفع قضية للمطالبة بتعويضات من إسرائيل أو حتى توجيه اتهامات جنائية ضد قادة إسرائيليين. من جهة ثانية يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحا أميركيا بتخفيف الحصار البحري على قطاع غزة لمنع تحقيق دولي في مهاجمة القوات الإسرائيلية اسطول الحرية وجبه الانتقادات الدولية الواسعة لإسرائيل التي أعقبت ذلك. وقالت صحيفة هآرتس الجمعة إن نتنياهو مستعد لدراسة أفكار مبتكرة ونماذج جديدة لمراقبة الحركة البحرية باتجاه غزة وأن يتركز الحصار البحري على منع تهريب قذائف صاروخية وأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة. ويسعى نتنياهو إلى تجنيد المجتمع الدولي لعملية المراقبة الأمنية على الشحنات الداخلة إلى غزة بينما سيبقى الحصار البري على حاله. وقالت هآرتس إن الإدارة الأميركية تعارض استمرار الحصار وفق شكله الحالي وتطالب إسرائيل بتخفيف عبور البضائع المدنية للقطاع بينما يطلب نتنياهو دراسة الأفكار المطروحة في هذا السياق بتروٍ وعدم دفعه إلى اتخاذ قرارات متسرعة. وأكدت أن تخفيف الحصار عن غزة يأتي في سياق "رزمة الخروج" من أزمة اسطول الحرية والتي أعدتها الولاياتالمتحدة من خلال محادثات مع إسرائيل وتركيا، والتي تشمل تحقيقا حول قانونية الهجوم. الى ذلك أعلن منظمو أسطول الحرية أنهم فقدوا الاتصال مع سفينة الشحن رايتشل كوري التي استأجرتها منظمة ايرلندية تحاول بدورها ايصال مساعدات انسانية الى قطاع غزة. وقالت اودري بومسي المتحدثة باسم حركة "غزة الحرة" لوكالة فرانس برس "لقد فقدنا كل اتصال مع السفينة. ونفترض ان الامر ناجم عن عملية تشويش اسرائيلية". واضافت "سنقتاد رايتشل كوري الى ميناء ليصعد على متنها المزيد من الشخصيات وسنصر على ان يرافقنا صحافيون من العالم بأسره". وتابعت "نأمل ان تعود الاتصالات حتى يمكننا ابلاغ الركاب بهذا القرار" بالتوقف في ميناء. وكانت رايتشل كوري التي تنقل 15 شخصا يحملون الجنسية الايرلندية والماليزية بينهم حائز جائزة نوبل للسلام ومسؤول سابق في الاممالمتحدة، بعد ظهر الخميس على بعد نحو 250 ميل بحري (400 كلم) من المكان الذي نفذ فيه الجيش الاسرائيلي هجومه الدامي على قافلة الحرية، بحسب المتحدثة. وكان يتوقع ان تصل السفينة السبت قبالة قطاع غزة.