نظمت الغرفة التجارية الصناعية - بيشة وبرعاية شركة الاولى جوجيت للوساطة المالية، ندوة في بيشة حول الاقتصاد السعودي وسوق الاسهم. وقد تحدث في الندوة، التي حضرتها مجموعة من المسؤولين والمهتمين، كل من الدكتور أسعد الجوهر – أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز والمحلل المعروف عبدالحميد العمري، عضو جمعية الاقتصاد السعودية. وتناول الدكتور أسعد الجوهر في طرحه واقع الاقتصاد السعودي في ضوء المتغيرات العالمية، والتي تؤثر عليه بشكل ملموس من خلال اعتماده على النفط كمصدر رئيسي للدخل. وقال الدكتور الجوهر أن ما تمر به الاقتصادات العالمية حالياً ليس بفريد حيث أنه سبق أن مرت الاقتصاديات بأزمات عديدة كنتاج طبيعي لمراحل الدورات الاقتصادية التي تبدأ بالانتعاش ثم الازدهار وتتبعها مرحلة الانكماش ثم الكساد ليبدأ بعد ذلك التحضير لمرحلة انتعاش جديدة. وعبر الدكتور الجوهر عن عدم قناعته بجدوى أو صحة خطط الانقاذ العالمية والمبنية على ضخ أموال جديدة في السوق وبكميات كبيرة لا تستند أساساً على أداء اقتصادي حقيقي يتمثل في الانتاج الفعلي للسلع والخدمات. عبد الحميد العمري تناول في طرحه المراحل التي مر بها السوق السعودي قبل انهيار فبراير 2006 وبعده، وبين أن السوق اشتمل على اختلالات هيكلية سواءً من حيث المؤشرات الرئيسية للسوق أو من حيث تركيبة ونوع الجهات الاستثمارية. وبين السيد العمري أن الوضع تغير كثيراً عن السابق وأصبحت السوق تتجه رويداً رويداً نحو الطابع الاستثماري المؤسساتي على حساب الاسلوب المضاربي. وأوضح السيد العمري أن الاقتصاد السعودي والسوق المالية يتمتعان بخمسة امتيازات تشكل معاً مصادر دعم قوية وهي: الانفاق الحكومي الكبير ونمو الائتمان المصرفي المحلي وعودة الاستثمارات الوطنية من الخارج وزيادة تدفق الاستثمارات الاجنبية وتحسن مستويات النمو في الاقتصاد العالمي. وشدد السيد العمري أن الفرص الجيدة في السوق موجودة، لكن قرار المستثمر يبقى هو العنصر الهام والذي يجب أن يستند الى المقومات الاساسية مثل ربحية الشركة ونشاطها والعائد من خلال التوزيعات وما الى ذلك من العناصر والمعايير العلمية والمهنية.