برنامج عين النظافة خطوة هامة أقدمت على اعتمادها أمانة مدينة الرياض وغني عن البيان الأثر الايجابي لهذا البرنامج على البيئة العامة وعلى سلوك الأفراد حيالها. وبما أن هذا المشروع من المشاريع الهامة والبرامج المثمرة التي تبناها سمو أمين مدينة الرياض - وفقه الله - إلا أن أمثال هذه البرامج في حاجة ماسة إلى خطط تنفيذية تترجم توجهات سموه إلى واقع ملموس من خلال آلية عمل مناسبة وخطة تنفيذية محكمة لكي تعود بالأثر الفاعل ايجاباً بإذن الله. ومما يبدو لي فإن الاشراف على البرنامج ومتابعته وتنفيذه لا يرقى إلى تطلعات سموه مما أثر على أهم أركان المشروع ألا وهو المواطن الذي تجاوب مع المشروع وتشرف بأن يكون عضواً في هذا البرنامج والذي يعتبر العمود الفقري له حيث يتضح ذلك من خلال بعض المؤشرات ومنها: أولاً: الرقم المجاني الذي يتم الاتصال به من قبل الأعضاء تم توقفه منذ قرابة الشهرين مما يثبط عزيمتهم أو يحد من تمكنهم من تسجيل بلاغاتهم أولاً بأول. ثانياً: الموظفون المكلفون باستقبال المكالمات لم يتم تفريغهم لهذه المهمة ولم يتم تأهيلهم لهذا الواجب علماً بأنهم يقدمون تجاوباً ملحوظاً يشكرون عليه. ثالثاً: عدم وجود نظام في الحاسب الآلي لتسجيل البلاغات مباشرة يحتم عليهم تسجيل البلاغات يدوياً مما يؤثر على سرعة التسجيل. رابعاً: لا يتم إشعار المتعاون (بواسطة رسائل جوال) أو بأي وسيلة أخرى بما تم حيال الحالات التي قام بضبطها وتسجيلها وما تم بشأنها حيث أن ذلك يعتبر حافزاً له للمزيد من الحرص والمثابرة والمتابعة وإنما تكتفي ادارة البرنامج بإشعار الأعضاء بأنه تم تسجيل عدد مخالفات اجمالية خلال شهر كذا فقط علماً بأن أحد المتعاونين قام بضبط وتسجيل حوالي 150 مخالفة خلال فترة وجيزة وإشعاره من قبل الأمانة بإيقاع الجزاءات على المخالفين سوف يدفعه للمزيد من العطاء. خامساً: يفتقر البرنامج إلى تفعيل الدور الاجتماعي للأفراد من خلال ابراز الوجه المشرق للبرنامج عبر وسائل الإعلام المتاحة. سادساً: انشاء صفحة على موقع الأمانة ليقوم الأعضاء بتسجيل المخالفات والاطلاع على البيانات الخاصة بكل عضو وما تم حيال الحالات التي قاموا بضبطها وفق آليات محددة وشروط توضع لهذا الغرض سوف يساهم بفاعلية في الحد من العديد من اشكاليات البرنامج بإذن الله. أنا على يقين تام بأن سمو الأمين يدرك كافة مقومات نجاح مثل هذه البرامج النفيسة ولا يخفى على سموه الكريم ان آلية التنفيذ الفاعلة والتخطيط الجيد تحمي بإذن الله الأهداف السامية والمبادرات الطموحة من الفشل. والله ولي التوفيق.