إن مفهوم الاقتصاد المعرفي يقصد به أن تكون المعرفة هى المحرك (أو السلعة) للنمو الاقتصادي، وحيث إن تقنية المعلومات والاتصالات هي الداعم الرئيس لاقتصاد المعرفة، لذا فإنه يلزم دمج وتكامل تقنية المعلومات والاتصالات مع عناصر إنتاج المعرفة (السلعة) لنشر وتبادل الخدمات والمنتجات المعرفية بشكل مبسط وسريع ومستمر في كل وقت وفي كل مكان (كلية الوجود). إن تحقيق تقنية كلية الوجود (Ubiquity) يتطلب توافر بنية تحتية موحدة ومتكاملة (Unified ICT Infrastructure) تبنى على بروتوكولات مفتوحة وتعتمد بشكل أساسي على شبكات ذكية عالية السرعة (شبكات ألياف بصرية Fiber Optics) مرتبطة بشبكات لاسلكية تعنى بتوفير خدمات تقنية المعلومات والاتصالات والخدمات المساندة الأخرى في كل وقت وفي كل مكان. إن التصاميم التقليدية لشبكات البيانات والاتصالات والأنظمة الصوتية والدوائر التلفزيونية المغلقة والاتصالات اللاسلكية المتنقلة كانت منفصلة ما يسبب زيادة في النفقات الأساسية والاستخدام المكثف للتكنولوجيا القديمة. كما أن التعقيدات في الشبكات المنفصلة أصبحت حاجزا حقيقيا للتكنولوجيا الحديثة وتطوير المنتجات، ما أدى إلى خلق تطويرات تقنية لمنتجات وبروتوكولات منفصلة وغير منسقة، وكذلك أدى إلى أن تكون الفرص في جذب أو ابتكار تكنولوجيا جديدة قليلة أو معدومة، من ناحية أخرى، عندما يكون لديك شبكة أساسية موحدة قائمة على بروتوكول مفتوح ويدعم السرعات العالية، تستطيع تطوير وتوفير خدمات ومنتجات معرفية متاحة للجميع في كل وقت وفي كل مكان، ويمكننا ان نرى الفرق بين البنية التحتية التقلييدية والبنية التحتية الحديثه (شكل 1). في البنية التحتية القديمة يمكننا أن نرى مختلف الشبكات المنفصلة مع مراكز تحكم مختلفة ومتعددة التي قد تحد من انتشار الخدمة والسلعة، بينما في البنية التحتية الموحدة والمتكاملة فإنه بالامكان نشر جميع خدمات تقنية المعلومات والاتصالات مثل الإنترنت والتطبيقات الحديثة كالتلفزيون والصوت والفيديو المبني على بروتوكول الإنترنت، وكذلك نشر السلع المعرفية في كل مكان وفي كل وقت ويمكن السيطرة عليها من مركز معلومات وتحكم رئيس. كما أن البنية التحتية الحديثه (الموحدة) والمتكاملة قادرة على نشر الخدمات المساندة الأخرى القائمة على بروتوكولات الإنترنت (IP) مثل خدمات إدارة المباني والخدمات الأمنية والدوائر التلفزيونية المغلقة واللافتات الرقمية. ويمكن القول إن المدن الذكية التي تعتمد على تقنية وبرتوكولات الشبكة العنكبوتية لنشر الخدمات والسلع لساكنيها بطريقة إلكترونية الطابع تعتمد على الشبكات الموحدة في ذلك، وتعد من اهم التطبيقات الحديثة التي تعكس كلية الوجود. ويمكن القول إن وجود البنية التحتية الموحدة أمر أساسي لا بد منه لتغذية الاقتصاد القائم على المعرفة، لذا فإنه قد أصبح من الضروري وقف الاستثمار في شبكات الاتصالات وتقنية المعلومات والأنظمة المنفصلة، ولابد أن نبدأ بتنفيذ الشبكات الموحدة والأنظمة المتكاملة لتحقيق كلية الوجود ودعم الاقتصاد المعرفي لاسيما في المشاريع الحديثة. * مدير إدارة تقنية المعلومات والاتصالات شركة الاستثمارات الرائدة