طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس بلجنة تحقيق دولية يشرف عليها مجلس الأمن الدولي في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية ومنعه من الوصول إلى قطاع غزة. واعتبر عباس، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر فلسطين الثاني للاستثمار المنعقد في بيت لحم بالضفة الغربية، اعتراض إسرائيل الأسطول وقتل وجرح عدد كبير من المتضامنين على متنه بأنه "إرهاب دولة يتطلب تحقيقا دوليا ومحاسبة جدية". وأعلن عباس اعتبار قتلى وجرحى الأسطول بأنهم " شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني" ومنح الجنسية الفلسطينية لكل من ساهم في تسيير الأسطول، مؤكدا أن هذه القافلة لن تكون الأخيرة رغم الاعتراض الإسرائيلي لها. وأشاد عباس بشكل خاص بالموقف التركي حيال تسيير أسطول الحرية وكذلك بالقرار المصري فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة على اثر التداعيات التي خلفها الهجوم الإسرائيلي على الأسطول. وقال إن الفلسطينيين لن يقبلوا باستغلال إسرائيل عملية السلام والمفاوضات للتهرب من استحقاقاتها وأبرزها وقف الأنشطة الاستيطانية بدون شروط ورفع الحصار عن قطاع غزة والقدس والالتزام بمرجعية السلام. وفي الملف الداخلي جدد عباس دعوته لحركة حماس إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، مؤكدا على قرار القيادة الفلسطينية إرسال وفد رفيع إلى غزة للبحث الجدي في استعادة الوحدة الوطنية وأنه طلب من منيب المصري الذي ذهب وحاول أكثر من مرة رئاسة الوفد. وقال إن الرد الفلسطيني المباشر على "المجزرة" الإسرائيلية بحق "أسطول الحرية" يجب أن يكون بضرورة تحقيق المصالحة لكنه مع ذلك قال إن ردود حركة حماس على هذه الدعوات مازالت غير مشجعة.وأعرب عباس عن أسفه لما سمعه من رفض حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، استقبال الوفد، وقال: "من العيب ما سمعنا عن صدود لوفدنا إلى غزة"، إلا أنه أكد أن الوفد "ليس بحاجة إلى تصريح أو موافقة" لأنه يتنقل بين أراض فلسطينية. من جانبه، رحب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار بأي موقف يتخذه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتجاه المصالحة الفلسطينية، نافيا في الوقت ذاته أي جديد في المصالحة.وقال في تصريحات له: "يدنا ممدودة للمصالحة ولكن هناك بعض القضايا التي يجب حلها"، مبينا أن الزيارات إلى غزة لن تقدم شيئا ما دامت النوايا غير صالحة. ونفى د. الزهار وجود أي علاقة بين فتح معبر رفح هذه الأيام بالمصالحة، مبينا أن المعبر فتح بعد الجريمة البشعة بحق المتضامنين الأجانب على أسطول الحرية.