الحضارة لا تتمثل في جمع النفايات والتخلص منها بالحرق أو الدفن ، بل الحضارة هي ألا تكون هناك نفايات ، أو نفايات يمكن تدويرها كزجاجات البلاستيك وأوعيتها والورق والكراتين ، أما بواقي الأغذية فهي دلالة على أن المجتمع استهلاكي ومسرف ومفرط ، الأمر الذي لا يوجد في الدول المتحضرة ، وإذا وجدت نفايات فهناك مصانع لتدويرها دون أن تلوث البيئة بالحرق أو الدفن ، ووفقا لإحدى الصحف احتل السعوديون المرتبة الأولى في ضخامة حجم النفايات المنزلية في دول الخليج العربي حيث بلغ وزنها في عام2009 في هذه الدول 2ر22 مليون طن ، ويبلغ نصيب السعودية منها 9ر4 ملايين طن تعادل نسبة 22% ، وقد أعلنت هذه الأرقام في مستهل مؤتمر ( الفضلات في الشرق الأوسط 2010) الذي عقد في دبي ، وأوضح باحثو شركة " فروست آند سوليفان " الذين جمعوا هذه المعلومات أن ضخامة حجم القمامة الخليجية تعزى إلى التوسع الاقتصادي السريع في المنطقة التي نما اقتصادها بنسبة 7% من العام 2002 حتى 2007 ، أو بكلمات أخرى وهو ما يريد أن يقوله هؤلاء الباحثون أننا شعب شره ونهم ومبسوط اليد كل البسط الأمر الذي يخالف ما جاء به قرآننا ، ولأننا لا نستطيع أن نقبض أيدينا ، فإن الحل الوحيد هو في تنفيذ مشاريع ضخمة لتدوير النفايات ، وهي مشاريع أثبتت في كل أنحاء العالم أنها مربحة .