قرأت مقال الأستاذ محمد بن أحمد الشدي في صحيفة «الرياض» يوم 29/5/1431ه العدد 15298 بعنوان: الخرج بحاجة إلى المزيد من المشاريع. وفيه خلط الكاتب بين الحديث عن أمور تاريخية وأمور جغرافية.. ثم مطالب للخرج من وجهة نظره. وتعليقاً على ما ذكره أقول: أولاً: خلط بين مفهوم (منطقة) ومفهوم (مدينة) و(قرية) فهو يقول (إن مسمى اليمامة كمنطقة) (والكاف هناك للتشبيه وهذا خطأ لغوي شائع)، ثم يقول (الخرج وعاصمتها في القديم اليمامة) ثم يقول (والخرج إلى جانب أهميتها كمدينة عريقة) (ولاحظ هنا كاف التشبيه!!) ويقول (والعمل على إعادة تخطيط اليمامة البلدة التاريخية)!!! والذي يعرفه الباحثون في التاريخ والجغرافيا ان اسم اليمامة قديم جداً حيث كان يطلق كما ذكر الكاتب على ما جاور وادي حنيفة لمسافة قد تزيد على مائتي كيلومتر واسم اليمامة سابق لاسم الرياضوالخرج وغيرهما.. ولكن هذا قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وورد ذكره بعد البعثة في مواطن كثيرة ومنها قصة الأعشى الشاعر حينما قدم ليسلم، وفي قصة مسيلمة ومواطن أخرى. أما بعد مجيء الحكم السعودي في العصر الحديث وقد وجدت مدينة الرياض قبل ذلك وجاء اسم الخرج فقد اقتصر اسم اليمامة على البلدة أو القرية الصغيرة المعروفة الآن من قرى الخرج ولها تاريخها الخاص بها. وفي عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بنيت مدينة (السيح) وكان مقر ادارة وقضاء الخرج عامة في الدلم ومراسلات الملك عبدالعزيز لأمراء الدلم توثق ذلك وتؤكده وفيها توجيهاته -رحمه الله- بالعناية بالخرج وإدارة شؤونه من جميع النواحي ومن ذلك أن قاضي الخرج الوحيد في عهد الملك عبدالعزيز لمدة أربعة عشر عاماً هو الشيخ عبدالعزيز بن باز من عام 1357ه إلى عام 1371ه ومقره في الدلم. وهذان نصان تاريخيان يؤكدان ما ذكرناه هنا، فقد ذكر الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ في تعليقه على عنوانه المجد في تاريخ نجد ما نصه (الخرج ناحية من نواحي نجد مشهورة ورد ذكرها في معاجم البلدان وكتبها.. إلى أن قال: وتشتمل على عدة قرى متقاربة ذات نخيل وزرع ومن هذه القرى الدلم وهي قاعدة الخرج قديماً، ونعجان، وزميقة، والهياثم، والسلمية، والوسطة، والعذار، والرغيب، والسيح وهي القاعدة في هذا العهد الزاهر، واليمامة، والقرين والضبيعة، ومشيرفة، وفرزان..). ويقول خير الدين الزركلي في كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز): (إن عبدالرحمن الفيصل حينما عاوده النزوع إلى مصاولة من في الرياض وما حولها من رجال آل رشيد، جمع أنصاره وانثنى زاحفاً في سنة 1309ه فاستعاد الدلم، قاعدة الخرج وطرد من كان فيها من أتباع ابن رشيد، حيث كانت الدلم عاصمة منطقة الخرج قديماً). وإذا كان الاستاذ: محمد الشدي يتمنى أن تعود اليمامة عاصمة الخرج فتلك أمنيته ولا يلام على حب (بلدته). ثانياً: تمنيت ان الأستاذ محمد أفرد مقالاً عن تاريخ وجغرافية الخرج وقراها ومدنها: السيح والدلم واليمامة والهياثم ونعجان وغيرها. ومقالاً آخر عن الحاجة إلى المزيد من المشاريع لمدينة (السيح) ثم الحاجة إلى المزيد من المشاريع لمدنها الأخرى.. وهي تحتاج إلى مشاريع كثيرة تزيد على ما ذكره في مقاله. ثالثاً: كم نتمنى أن يحرص كتابنا على تجنب الأخطاء الشائعة في اللغة العربية ومنها في هذا المقال: استعمال كاف التشبيه في غير مكانها (كمنطقة) (كمدينة) وكان الأصوب أن يقال: التي تعد منطقة أو وهي منطقة ومثلها كلمة مدينة. ومن الأخطاء كذلك مصطلح (الرئيسية) والأصح أن يقال: الرئيسة. رابعاً: أما المشاريع التي تحتاجها الخرج فقد ذكر الأخ الكاتب بعضاً منها. وأنا أؤكد على أهمها وأشدها حاجة وهو مشروع تصريف السيول وتهيئة الأودية وإبعاد المخططات السكنية عنها وترك مجاري الأودية كما هي: لوقاية المخططات السكنية والمباني الحكومية ومنها جامعة الخرج الهامة جداً. خامساً: بعض المطالب التي ذكرها الأخ الكاتب قد بدئ في تنفيذها فقد أعلن عن ترسية مشروع مركز الملك عبدالعزيز الحضاري في الخرج، كما قرأنا الاعلان عن ترسية أنفاق وجسور في المشاريع البلدية في هذا العام: وقد أصدرت الغرفة التجارية الصناعية في الخرج مجلة دورية جميلة في إخراجها ومادتها. وتنشأ في الخرج الآن مدينة صناعية كبرى فيها مصانع عملاقة ستخدم مناطق المملكة عامة إن شاء الله تعالى ولا زلنا نرقب مشاريع أخرى ستتحقق بإذن الله تعالى بدعم وتوجيه سمو أمير منطقة الرياض حفظه الله ومتابعة سمو محافظ الخرج وفقه الله. مع شكرنا الجميل لصحيفة «الرياض» التي تفتح الباب للحوار والنقاش الذي يهدف إلى الرقي ببلادنا عامة وتنميتها والنهوض بها وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. تعقيب وتصحيح - عبدالعزيز بن صالح العسكر