يجلس عيسى السدودي في خيمة نصبها على انقاض منزله المدمر في رفح جنوبي قطاع غزة ويقول بصوت عال ما لم يتجرأ احد من سكان القطاع على الجهر به الا وهو ان حماس تجاوزت الحدود بتدميرها منازل في رفح. ويقول السدودي ان الشرطة التابعة لحركة (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة اقتحمت منزله في رفح، والقت بزوجته وابنائه خارج المنزل وانهالت عليه ضربا. ثم جاءت الجرافات وسحقت المنزل مع عشرين مسكنا آخر. ويضيف وقد احاط به جيرانه المقيمون ايضا في خيم قرب حدود رفح، وهم يؤيدون قوله برفع رؤوسهم، ان عناصر شرطة حماس "لم يأتوا الى هنا كحكومة بل كقوة عدوة". وتقول سلطات حماس انها دمرت المنازل بناء على قرار قضائي لانها منازل مبنية على اراض عمومية، لكن السكان يؤكدون انهم اشتروها بشكل قانوني. ويعاني القطاع من ندرة مواد البناء حتى ان احياء بكاملها، دمرت خلال الهجوم الاسرائيلي الواسع النطاق. وباتت اسرائيل الان تسمح بدخول تلك المواد لانجاز مشاريع الاممالمتحدة اضافة الى بعض الكميات القليلة التي تصل عبر تهريب الانفاق من مصر، لكن تكاليف المنازل تفوق امكانيات الغزاويين الذين يعيش 80 في المئة منهم بفضل المساعدة الدولية. وقالت ميمي ابو اثيرة وهي ترفع عقد ملكية امام انقاض منزل كانت تقطنه مع ابنها العشريني "اشتريت هذه الارض بالفي دولار". واضافت بمرارة ان اليهود عندما يدمرون بيتك ينذرونك اولا على الاقل. وخصصت حكومة حماس المقالة الارض الرملية التي كانت مستوطنة اسرائيلية لبناء مدرسة اسلامية مما زاد في شائعات تسري في القطاع حول استشراء الفساد. من جهة اخرى قالت هيئة الحدود والمعابر التابعة لحكومة حماس المقالة في بيان اعلن يوم امس إن وفدا تابعا للبرلمان الأوروبي وصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري. وقالت الهيئة إن الوفد المكون من 15 برلمانيا دخل قطاع غزة بغرض الاطلاع على الأوضاع الإنسانية ورصد الآثار الناتجة عن الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع. وتكررت زيارة الوفود الغربية إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع مطلع العام الماضي.