يظن الواهمون بمزيد من الذكورة، وتزييغات الحرية، والمفارقات المخالفة، لا المختلفة إبداعياً، بأن على صاحبة "العقل المتفتح open mind"، كما يصطلحون، أن تكون ذات "جسد مفتوح open body"! فلا يعقل أن تكون الأنثى العربية، ذات قيم عربية، إسلامية، شرقية، أو سماوية باختصار. وكم أدهشني أن "منفتحي العقول"، في مجتمعاتنا، وخاصة هؤلاء المهرولين بين "الثقافة" و"الإعلام"، وأشباههم من أدعياء المخملية الاجتماعية، والبيزنس مانية/ وومانية" = رجال الأعمال، ونساء الأعمال، بلهجة العصر لا أكثر، يريدون من الأنثى الجسد المنفتح ويتسترون لغايتهم تلك، بحضها على أن تكون ذات عقل منفتح، لكنهم، وفي كل الأحوال، لا يمكن أن يقبلوا بها زوجة، أو أختاً، أو أي درجة من القرابة المعلومة، وفي ذات الآن، هم لا يريدون لأمهم، وأختهم، وزوجتهم، وابنتهم، أن تكون ذات عقل منفتح لأنهم يعلمون بالنتيجة المرسومة في عقولهم، وأرواحهم المريضة، ونفوسهم الموبوءة. لماذا يقولب الرجل عقل الأنثى المنفتح، أو المنفتحة، تبعاً لما يريد، أو بالأصح، تبعاً لما تريد غرائزه، لا تبعاً لعقل الإنسان المنفتح؟ أن يكون العقل الإنساني منفتحاً، أي أن يكون متفتحاً على كل ما هو جمالي في الحياة، وإيجابي، متطور، وقابل لأن يتواصل مع القيم السماوية، وأن يضيف إلى العقل المغلق، أو المحنط، المتكلس، المقيد بالقطيعية، ما ينقصه، أو يحتاجه، من طيران نحو الضوء، والفعل بفطرته البيضاء، وتحولاته الجبِلّية، لا الغرائزية. وهذا يعني، أن المدنية تتطلب من كلا الجنسين، أن يعي أن الانفتاح ليس التحلل، بل حرية التفكير والروح والعقل والقلب، لا انفلات الجسم ليصبح مشاعاً، مستهلكاً، قابلاً للانتقال من جسم إلى جسم! لقد علمنا الأنبياء وخاصة نبي الناس كافة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلمتنا خديجة، وعائشة، ومريم، رضي الله عنهن، وآسيا زوجة فرعون، كيف يمكن أن نكون منفتحين، نساء ورجالاً، وكيف لنا أن نترك آثار أفعالنا في الإنسان والمكان والزمان، فلماذا لا نفكر بالانفتاح العقلي بهذه الطريقة، لا بطريقة المتحللين والمتحللات؟. إذن، عقل منفتح لا جسد مفتوح،Open mind no Open body، وهذا يعني حرية العقل والروح، لا الجسم السائب المشلوح.