حتى بيل جيتس يعاني من برامج التجسس على جهاز الكمبيوتر الشخصي له. وهو ليس وحده في هذه المعاناة. يرى خبراء الكمبيوتر أن واحدا من بين كل خمسة مستخدمين للكمبيوتر يعانون من تسلل برامج غير ملحوظة إلى أجهزتهم. وبرامج التجسس أو «سباي وير» تقوم بأشياء عديدة على جهاز الكمبيوتر الذي تتسلل إليه مثل جمع البيانات عن إعدادات جهاز الكمبيوتر أو عادات المستخدم في تصفح الانترنت ثم تقدم مثل هذه البيانات إلى إحدى شركات الاعلان عبر الانترنت. وبعد أن تعرض بيل جيتس رئيس أكبر شركة برامج كمبيوتر في العالم لهذه التجربة غير المرغوبة أعلن اعتزام شركة مايكروسوفت التي يرأسها تطوير حل لمطاردة هذه البرامج ومنعها من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر. ورغم أنها مشكلة مزعجة إلا أن التعامل معها أمر ممكن. فحتى صغار مستخدمي الانترنت يمكنهم حماية أجهزتهم من هؤلاء الجواسيس الافتراضيين. والامر لا يحتاج انتظار مايكروسوفت إمبراطورية برمجيات الكمبيوتر في العالم حتى تطور الحل. فهؤلاء المستخدمون يستطيعون استخدام برامج مجانية مثل «أداوير» الذي تنتجه شركة لافا سوفت أو سباي بوت سيرش أند ديستروي. ومن بين المشكلات التي تسببها برامج التجسس تقليص سرعة الاتصال بالانترنت أو تغيير الصفة الرئيسية لبرنامج تصفح الانترنت الخاص بالمستخدم بالاضافة إلى فتح نوافذ إنترنت تلقائيا أثناء العمل. والحقيقة أن أحد أهم أسباب إصابة أجهزة الكمبيوتر ببرامج التجسس هو استخدام البرامج المجانية والبرامج المشتركة التي يتم تحميلها من الانترنت. فمطورو هذه البرامج المجانية يمولون نشاطهم الان من خلال تسريب برامج التجسس إلى أجهزة الكمبيوتر أثناء تثبيت البرامج المجانية. في الوقت نفسه فإن اتفاقية ترخيص استخدام هذه البرامج التي تظهر للمستخدم أثناء تثبيته تتضمن دائما شرطا يقول إن الجهة المالكة للبرنامج قد تقوم بجمع البيانات عن المستخدم واستغلالها. ولكن نادرا ما يتوقف المستخدمون عند هذا الشرط وربما لا يقرؤونه من الاساس. وغالبا ما تستغل برامج التجسس وظيفة تسمى «المحتوى النشط» أو أكتيف إكس ف. ي نظام التشغيل ويندوز لكي تزرع نفسها في النظام. وكان الهدف من وظيفة أكتيف إكس عند تطويرها هو اتاحة تشغيل برامج الوسائط المتعددة مثل ملفات الصوت والفيديو من خلال مواقع الانترنت. ولعل أخطر تهديدات برامج التجسس وإن لم تكن شائعة هو إمكانية استخدامها في الحصول على البيانات السرية لمستخدم الكمبيوتر مثل أرقام بطاقات الائتمان وكلمة السر حيث يمكن إعادة استخدامها في الوصول إلى الحسابات المصرفية للمستخدمين والاستيلاء عليها. ولكن كريستين ألتندورف المتحدثة باسم اتحاد البنوك الالمانية تقول «حتى الان لم نسمع عن خسائر جسيمة بسبب هذه البرامج». وتضيف إنه في حدود علمها فإن عددا قليلا جدا من التعاملات تم باستخدام بيانات سرية تمت سرقتها عبر برامج التجسس.