كشفت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" عن حفريات واسعة تقوم بها سلطات الاحتلال في الموقع الاسلامي التاريخي المعروف باسم "بركة السلطان"، غربي الحرم القدسي، في اطار مخططاتها التهويدية للمدينة المقدسة ومحيط المسجد الاقصى المبارك. وقالت مؤسسة الاقصى في بيان أمس ان سلطات الاحتلال تقوم هذه الايام بحفريات في مناطق عدة، تمهيدا لمد خط مياه جديد في المنطقة، حيث زعم القائمون على الحفريات أنهم عثروا على آثار من عهد الهيكل الثاني المزعوم، وانه سيجري الاستمرار في عمليات الحفر، ومن ثم تطوير المنطقة ضمن مشروع الحدائق العامة المحيطة بالبلدة القديمة بالقدس". وقالت مؤسسة الأقصى التي قامت بجولة ميدانية ووثقت مشاهداتها بالصور إن هذه الحفريات وما تبعها هي محاولة إسرائيلية لتهويد وتزييف التاريخ، في الماضي والحاضر، مؤكدة ان هذا الموقع إسلامي تاريخي أثري، يشهد على الحضارة الإسلامية العربية في الموقع ذاته، وكل الوقائع والآثار في الموقع تشهد على إسلامية الموقع". واضافت: ان المؤسسة الإسرائيلية تسعى وعبر مسميات مختلفة الى تهويد محيط المسجد الأقصى المبارك ومحيط البلدة القديمة بالقدس، فتارة تستعمل مسمى الحدائق العامة، وأحيانا مسمى المناطق الخضراء وتارة مسمى الحفريات الأثرية، فيما تستعمل المؤسسة الإسرائيلية أذرع تنفيذية تحت عناوين متعددة منها ما يسمى ب "سلطة الآثار الإسرائيلية"، أو ما يسمى ب "سلطة الحدائق" أو ما شابه، كل ذلك بهدف تنفيذ مشاريع إسرائيلية تهويدية في القدس، خاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك. يذكر ان بركة السلطان الواقعة غرب المسجد الأقصى على مقربة من باب الخليل بنيت منذ العهد المملوكي على يد السلطان برقوق، وتجدد بناؤها وتعميرها بشكل كبير في عهد السلطان سليمان القانوني، ضمن مشروع بناء سور القدس الكبير في عهده، وهي تعتبر احد مصادر المياه القديمة ضمن اهتمامات الدولة الإسلامية في العهود المتعاقبة لتزويد المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس بالمياه. واشارت مؤسسة الأقصى الى إن المؤسسة الإسرائيلية ومنذ العام 1948م سيطرت على الموقع الإسلامي التاريخي ودمرت اجزاء منه، وقامت بعمليات طمس وتدمير وتهويد لبركة السلطان، وحولت أجزاء منها الى حديقة عامة، ومساحة شاسعة أخرى الى ميدان للعروض المسرحية والفنية الماجنة وأحيانا لعروض الأفلام، وتحاول اليوم استكمال مشروعها التهويدي لمحيط المسجد الاقصى والبلدة القديمة بالقدس، عبر حفرياتها وتزييفها للتاريخ والآثار والحضارة. ودعت الى تدخل عاجل على مستوى العالم الإسلامي والعربي والفلسطيني لمنع مثل هذه الجرائم الإسرائيلية بحق "تاريخنا الإسلامي العربي في القدس".